قال الصحافي السوري حيدر مخلوف إن الانتخابات الأخيرة في سوريا لم تكن سوى مسرحية سياسية تزيد من الفوضى والتوترات في البلاد، مشيرًا إلى أن الوضع السياسي الحالي يكرس نقاط القوة لكل من الجولاني والأكراد عبر منع الأخيرين من المشاركة أو التمثيل في مجلس الشعب.
وأضاف مخلوف، في مداخلة ضمن برنامج "يوم جديد" على إذاعة الشمس، أن الجولاني عمد لمنع الأكراد من التصويت، وفرض عليهم المشاركة في عمليات عسكرية، مما يعكس تحركات واسعة وتجهيزات عسكرية مكثفة في مناطق خناصر والبادية والرقة، بالتزامن مع الاقتراع.
وأكد أن نتائج الانتخابات كانت بمثابة شرارة لعمل عسكري مستمر، خصوصًا في الأحياء الكردية مثل الشيخ مقصود والعشرفية في حلب، بسبب أهميتها الاستراتيجية للجولاني.
وأشار إلى أن فشل الجولاني في استكمال السيطرة على هذه المناطق، نظرًا لقوة التواجد الكردي، دفعه لاستمرار التحشيد العسكري بمساندة تركية، وأوضح أن تركيا تتحكم بموعد بدء العمليات العسكرية بشكل واضح.
وأكد مخلوف أن مناطق واسعة في سوريا لم تشارك في الانتخابات، مثل الحسكة، الرقة، دير الزور، السويداء، وبعض المناطق ذات الغالبية الدرزية، مما أسفر عن شغور حوالي ثلاثين مقعدًا في البرلمان السوري المُعيّن.
ووصف الانتخابات بأنها لا تمت للديمقراطية بصلة، بل تم تعيين الأعضاء وفقًا لقرارات مسبقة بيد “الهيئات العليا التشريعية”. ولفت إلى أن الانتخابات جرت دون حضور شعبي حقيقي، معتبرًا أن الشارع السوري العلوي وشرائح أخرى رفضت المشاركة، كما وصف الأشخاص الذين شاركوا بأنهم “خونة”.
وبخصوص المناطق التي لم تشارك، أشار مخلوف إلى أنها عُدلت إلى حين استعادة الجولاني للسيطرة، وهو أمر صعب بسبب ضغوط الولايات المتحدة وإسرائيل التي تمنع أي عمليات عسكرية موسعة في السويداء والشمال الشرقي من سوريا.
وأشار إلى أن النظام يواجه انهيارًا في شرعيته داخليًا وخارجيًا، وأن الدعم الدولي الفعلي للاستثمارات والمساعدات لا يتخطى الورق ووسائل الإعلام، مستشهدًا بتجارب العقوبات الأمريكية المستمرة رغم تصريحات بعض المسؤولين بدعم النظام.
ختم مخلوف أنه ما يحدث مجرد بهرجة إعلامية لا تغطي على هشاشة الواقع السياسي والأمني السوري، وسط أزمة اقتصادية وإنسانية متفاقمة.