الحرب على غزة| عام ثالث من المجازر والقصف المستمر ومفاوضات مكثفة في مصر

دخلت حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة يومها الـ733، وسط استمرار الغارات الجوية والقصف المدفعي على مختلف مناطق القطاع، واستهداف متكرر للأطفال والنساء ومراكز تجمع النازحين، في ظل الحصار الخانق وسياسة التجويع التي تفاقم معاناة السكان مع بداية العام الثالث للحرب.

ورغم تواصل مفاوضات وقف إطلاق النار في شرم الشيخ المصري، المستندة إلى خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والتي تطالب إسرائيل بوقف فوري للقصف، يواصل الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية المكثفة في أنحاء القطاع.

عربات مفخخة وقصف وغارات مستمرة

وفجّر الجيش الإسرائيلي عربات مفخخة في حي الصبرة جنوبي مدينة غزة، ونفّذ غارات على مناطق في الشجاعية والزيتون ومحيط مركز أشواق في شارع عمر المختار، إضافة إلى قصف مدفعي استهدف أحياء الدرج والصبرة.

وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن 118 فلسطينياً ارتقوا منذ دعوة ترامب إلى وقف القصف وحتى مساء الثلاثاء، فيما أعلنت وزارة الصحة أن 10 فلسطينيين ارتقوا خلال الساعات الـ24 الماضية، لترتفع حصيلة الضحايا منذ بدء الحرب إلى 67,183 ضحية.

كما استهدفت طائرة مسيّرة إسرائيلية مجموعة من المواطنين في محيط وادي غزة، ما أدى إلى سقوط ضحية أخرى.

ارتقاء 8 ضحايا فجر اليوم في غزة وشمالها وجنوبها

وفي أحدث الإحصاءات، أكد الدفاع المدني أن ثمانية ضحايا سقطوا منذ فجر الأربعاء جراء قصف متفرق في غزة وشمالها وجنوبها، مشيراً إلى تواصل عمليات البحث عن مفقودين تحت الأنقاض مع تصاعد القصف منذ ساعات الصباح الأولى.

وفي المقابل، بثّت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مشاهد مصوّرة لعمليات نفذها مقاتلوها ضد قوات الجيش الإسرائيلي شمال غرب مخيم الشاطئ وشمال محور نتساريم، مؤكدة تحقيق إصابات مباشرة في صفوف الجنود والآليات الإسرائيلية.

ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام

تحذيرات إنسانية من تفاقم الأوضاع الميدانية

وعلى الصعيد الإنساني، تتزايد التحذيرات من تفاقم الأوضاع الميدانية، إذ أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر فقدان سبعة من أفراد طواقمها بعد تعرضهم لاعتداء مباشر أثناء أداء مهامهم الإنسانية في غزة، ما يعكس المخاطر التي تواجه العاملين في الإغاثة وسط استمرار الحرب.

كما أدانت نائبة مدير المعهد الدولي لسلامة الصحافيين استهداف الإعلاميين في القطاع، ووصفت ذلك بأنه "سلوك مخزٍ وغير مقبول"، مطالبة بضمان حماية الصحافيين وحرية عملهم في مناطق النزاع.

إسرائيل تقتل كادر طبي واحد يوميا وصحفي كل ثلاثة أيام

وأكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن الجيش الإسرائيلي يقتل كادراً طبياً واحداً يومياً وصحفياً كل ثلاثة أيام، مشيراً إلى إصابة نحو 232 فلسطينياً يومياً، أكثر من نصفهم من النساء والأطفال، نتيجة الغارات والقصف المستمر.

كما شن الجيش الإسرائيلي أكثر من هجوم يومي على المنشآت الصحية، في محاولة لتدمير قدرة القطاع الصحي على تقديم الخدمات الأساسية للسكان.

مفاوضات شرم الشيخ مستمرة لليوم الثالث مع وصول الوفد القطرية والأميركية

سياسياً، دخلت مفاوضات شرم الشيخ يومها الثالث بمشاركة إقليمية ودولية واسعة، إذ وصل رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إلى المدينة المصرية، لينضم إلى المباحثات التي يشارك فيها أيضًا جاريد كوشنر وستيف ويتكوف مبعوثا ترامب، إلى جانب رئيس جهاز الاستخبارات التركي إبراهيم كالن.

وتأتي مشاركة قطر ضمن جهود دعم المسار التفاوضي والوصول إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار وضمان تدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع.

السيسي يدعو ترامب لحضور توقيع الاتفاق في القاهرة

من جانبه، أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أنه دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب لزيارة مصر في حال التوصل إلى اتفاق نهائي لوقف إطلاق النار في غزة، مشيدًا بجهود جميع الأطراف لضمان نجاح المفاوضات.

وأكد السيسي أن القاهرة تبذل "جهوداً حثيثة ومتواصلة للتوصل إلى اتفاق ينهي الحرب ويفتح الطريق أمام إعادة الإعمار والإغاثة الإنسانية".

حماس تعلن استعدادها للتعامل بإيجابية مع خطة ترامب

وفي سياق المفاوضات، أبدت حركة حماس استعداداً للتعامل بإيجابية مع خطة ترامب، لكنها أكدت تمسكها بجملة من المطالب الأساسية، أبرزها الوقف الكامل لإطلاق النار، وانسحاب القوات الإسرائيلية من داخل القطاع، وبدء مسار تبادل الأسرى.

وانتهت الجولة الأولى من المباحثات، التي جرت ليل الاثنين – الثلاثاء، بـ"أجواء إيجابية"، وفق مصادر مطلعة، فيما عبّر الرئيس ترامب عن تفاؤله بإمكانية التوصل إلى اتفاق خلال الأيام المقبلة، مؤكداً أن اليومين القادمين سيكونان حاسمين في تحديد مصير الحرب والمفاوضات.

وهكذا، تدخل غزة عامها الثالث من الحرب وهي ما تزال تحت نيران القصف والمجاعة والدمار، بينما يواصل الوسطاء الإقليميون والدوليون مساعيهم المكثفة لإنهاء واحدة من أطول وأعنف الحروب في التاريخ الحديث، وسط ترقب شعبي ودولي لما ستسفر عنه مفاوضات شرم الشيخ في الأيام المقبلة.