شهدت مدن مغربية عدة، اليوم السبت، مظاهرات شعبية واسعة احتفالًا بالتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وذلك بتنظيم من الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، وهي جهة غير حكومية تُعنى بالدفاع عن القضايا العادلة في العالم العربي والإسلامي.
مظاهرات في مختلف المدن المغربية
وأوضحت الهيئة، في بيان رسمي، أن الشعب المغربي خرج في أكثر من 110 مظاهرات موزعة على 58 مدينة، من بينها تطوان شمالًا، والدار البيضاء غربًا، وتازة شرقًا، وإنزكان جنوبًا، وذلك تعبيرًا عن التضامن مع سكان غزة واحتفالًا بما وصفته بـ"انتصار الإرادة الشعبية الفلسطينية"، وقد رُفعت في هذه الفعاليات شعارات تؤكد دعم القضية الفلسطينية وتُشيد بصمود أهالي القطاع.
تفاعل عربي واسع
ولم تقتصر مظاهر الاحتفال على المغرب، إذ شهدت دول عربية أخرى، مثل اليمن وموريتانيا، فعاليات مماثلة احتفاءً بوقف العمليات العسكرية التي استمرت لعامين في قطاع غزة، وسط ترحيب إقليمي ودولي واسع بالاتفاق الذي يُعد خطوة أولى نحو التهدئة وإعادة الإعمار.
بنود الاتفاق وخطواته التنفيذية
الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ عند الساعة 12:00 ظهر الجمعة، جاء بعد مفاوضات غير مباشرة استمرت أربعة أيام في مدينة شرم الشيخ، بمشاركة مصر وقطر وتركيا، وتحت إشراف أمريكي، وقد صدّقت الحكومة الإسرائيلية على الاتفاق فجر الجمعة، ليبدأ تنفيذه فعليًا بعد ساعات.
وتشمل المرحلة الأولى من الاتفاق، وفقًا لما أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وقف إطلاق النار الكامل، وتبادل الأسرى بين الطرفين، وانسحاب جزئي للقوات الإسرائيلية من القطاع، إلى جانب ضمانات بعدم استئناف العمليات العسكرية، وتسهيلات إنسانية عاجلة لسكان غزة.
عودة السكان إلى مناطقهم
مع دخول الاتفاق حيز التنفيذ، عاد مئات الآلاف من أهالي قطاع غزة إلى مناطق سكناهم، بعد أن شهدت الأيام السابقة تصعيدًا عسكريًا مكثفًا، وتُعد هذه العودة مؤشرًا على بدء مرحلة جديدة من الاستقرار النسبي، وسط آمال شعبية بأن تستمر التهدئة وتُترجم إلى خطوات عملية لإعادة الإعمار.
وفي بيان للهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، جاء: "ما شهدته المدن المغربية من مظاهرات هو تعبير صادق عن ارتباط الشعب المغربي بقضايا الأمة، وعلى رأسها فلسطين، ونأمل أن يكون هذا الاتفاق بداية حقيقية لإنهاء المعاناة في غزة."
وتُظهر هذه التحركات الشعبية في المغرب والدول العربية الأخرى حجم التضامن مع القضية الفلسطينية، وتُعزز من أهمية الدور الشعبي في دعم مسارات السلام والعدالة، ومع بدء تنفيذ الاتفاق، تبقى الأنظار متجهة نحو مدى الالتزام ببنوده، وتحقيق تطلعات سكان غزة في الأمن والكرامة والعيش الكريم.
طالع أيضًا: