وجّه وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي، الأحد، بعثة بلاده الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك بتقديم شكوى عاجلة إلى مجلس الأمن والأمين العام للمنظمة الدولية ضد إسرائيل، بعد الغارات الجوية التي شنتها تل أبيب فجر السبت على منطقة المصيلح في قضاء صيدا جنوب لبنان، والتي أودت بحياة مدني وأصابت سبعة آخرين بجروح متفاوتة.
ووفق الوكالة الوطنية للإعلام، نفذت الطائرات الحربية الإسرائيلية عشر غارات متتالية استهدفت ستة معارض للجرافات والحفارات على طريق المصيلح - الزهراني، ما أسفر عن تدمير أكثر من 300 آلية هندسية بين حفارات وجرافات، وتسبب بخسائر مادية فادحة.
تقديم شكوى رسمية وتوزيعها كوثيقة معتمدة
وقالت وزارة الخارجية اللبنانية في بيانها إن الوزير رجي أصدر توجيهاته لبعثة لبنان بتقديم الشكوى الرسمية وتوزيعها كوثيقة معتمدة على جميع الدول الأعضاء في مجلس الأمن، مشدداً على أن القصف يعد انتهاكاً صارخاً للسيادة اللبنانية وللقرار الدولي 1701 الذي أنهى حرب عام 2006، ويمثل تصعيداً خطيراً يهدد الاستقرار الإقليمي.
من جهته، طلب رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام من وزير الخارجية التحرك العاجل دولياً، مؤكداً أن القصف الإسرائيلي الأخير استهدف منشآت مدنية وتجارية بحتة، وأنه يُشكل انتهاكاً فاضحاً لترتيبات وقف الأعمال العدائية.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
الغارات تستهدف بنى تحتية لحزب الله وفقاً لرواية الجيش
في المقابل، زعم الجيش الإسرائيلي أن الغارات استهدفت بنى تحتية تابعة لحزب الله استخدمت لتخزين معدات هندسية مخصصة لإعادة بناء منشآت عسكرية في الجنوب، مضيفاً أن الحزب يواصل محاولاته ترميم قدراته العسكرية رغم وقف إطلاق النار.
وأدان الرئيس اللبناني جوزيف عون الغارات التي وصفها بأنها عمل عدواني خطير، خصوصاً أنها وقعت بعد اتفاق وقف الحرب في غزة الذي دخل حيز التنفيذ قبل يوم واحد، محذراً من محاولات إسرائيل توسيع دائرة التصعيد بعد الحرب.
استهدافات متكررة ضد المدنيين والبنى الاقتصادية
من جانبه، اعتبر حزب الله أن القصف يأتي في سياق الاستهدافات المتكررة للمدنيين والبنى الاقتصادية، داعياً الحكومة إلى اتخاذ موقف حازم ورادع، ومؤكداً أن الغارات تهدف إلى إرهاب الناس ومنعهم من استعادة حياتهم الطبيعية.
يأتي هذا التطور في ظل هدنة هشة سارية منذ 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2024، تم التوصل إليها بوساطة أميركية وفرنسية، وتقضي بتراجع حزب الله جنوب نهر الليطاني وحصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، لكن إسرائيل تواصل، بحسب تقارير لبنانية، آلاف الخروقات الجوية والبرية، فيما أبقت قواتها في خمس تلال داخل الأراضي اللبنانية.
وتصاعد التوتر منذ إعلان الحكومة اللبنانية في أغسطس الماضي خطة لتجريد حزب الله من سلاحه قبل نهاية العام، وهي الخطوة التي رفضها الحزب المدعوم من طهران بشدة، واصفاً القرار بأنه خطيئة وطنية كبرى.
اقرأ أيضا