قال الصحفي باسل خلف إن سكان غزة يشعرون بأمل حذر، يتطلعون إلى رؤية انعكاسات قمة شرم الشيخ ووقف الحرب على قطاع غزة، وما ينتظر المنطقة في المرحلة المقبلة.
التحكم في إعادة الإعمار
وأضاف خلف، في مداخلة ضمن برنامج "أول خبر"، أن أهل غزة يتطلعون كذلك إلى ترجمة الاتفاقات الأخيرة إلى خطوات فعلية، خاصة جدولة زمنية لإعادة إعمار القطاع وتنفيذ الوعود المتعلقة بإحلال السلام في الأرض الفلسطينية بأكملها، وليس في غزة فقط.
وأكد أن أي اتفاق يُراد له النجاح لا بد أن يراعي كامل الجغرافيا الفلسطينية، بما فيها الضفة الغربية والقدس، لأن الاقتصار على غزة وحدها يُنتج حلًا منقوصًا وغير شامل.
إدارة القطاع الأمنية
وذكر خلف تصريحات مسؤولين عالميين وعرب تؤكد على تعقيدات المرحلة المقبلة، مشيرًا إلى اتفاق حركة حماس على تشكيلة لجنة تقنية فلسطينية مستقلة لإدارة شؤون غزة، رغم تأكيدات بقاء وجود عناصر من حماس في الجانب الأمني، وذلك بحسب حديث قيادي من حماس في تركيا.
دمج عناصر حماس
وأوضح أن الواقع في غزة يُظهر تحديًا حقيقيًا أمام الإدارة الآمنة للقطاع، حيث لا يقف الأمر عند انسحاب القوات أو ترتيبات مؤقتة، بل يتعلق بدمج آلاف العناصر المسلحة في مؤسسات رسمية، ما يشكل عبئًا معقدًا ومتحركًا على المدى المتوسط.
وأشار خلف إلى أن الأمان في غزة يمثل مصلحة مشتركة للجميع، لكن النموذج المستورد من مناطق صراعات أخرى يحمل مخاطر، ففي العراق وسوريا شهدنا تفكك قوات نظامية وظهور ميليشيات مسلحة تتناقض مع الأمن والاستقرار، وهذا ما يخشى أن يتكرر في غزة إذا لم يُعالج الملف الأمني بشكل جذري ومنهجي.
السيطرة الإسرائيلية على نصف مساحة القطاع ومعابر الدخول
وأكد أن الحديث عن إعادة الإعمار وإدخال المساعدات، رغم أهميتهما، لا يمكن فصله عن المشهد السياسي الأمني، خاصة مع سيطرة إسرائيل على أكثر من نصف مساحة القطاع والمنافذ الحدودية.
ورأى أن توقف الحرب لا يعني نهاية المعاناة، فهناك أزمات إنسانية كبيرة مستمرة كالغلاء ونقص المواد الأساسية، بالإضافة إلى التحديات السياسية والقانونية التي تواجه القضية الفلسطينية في ظل غياب حل شامل ودائم.
التحديات السياسية والإقليمية
كما تطرق إلى الدور الدولي المتغير، مشيرًا إلى أن التنافس بين القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة والصين يؤثر بشكل غير مباشر على ملف السلام في المنطقة، لكنه أشار إلى غياب تحركات صينية فاعلة حتى الآن لصالح الفلسطينيين، محذرًا من انتظار حلول خارجية دون مبادرة وطنية فلسطينية حقيقية.