كيف تؤثر الصفقة الروسية-السورية على مستقبل الاستقرار في سوريا؟

كيف تؤثر الصفقة الروسية-السورية على مستقبل الاستقرار في سوريا؟

كشف د. يسري خيزران، المحاضر بكلية شاليم ومعهد ترومان في الجامعة العبرية، عن تحولات مهمة طرأت على المشهد السوري، خصوصًا بعد سقوط النظام السابق، حيث بدأت اتصالات غير معلنة بين النظام الجديد وروسيا، في محاولة لإعادة ترتيب الأوراق السياسية والعسكرية.


::
::


وأوضح د. خيزران، في مداخلة ضمن برنامج "أول خبر" على إذاعة الشمس، أن هناك تفاهمًا ضمنيًا بين روسيا وهيئة تحرير الشام، حيث جرت اتصالات مباشرة وعبر وسطاء، تم الاتفاق فيها على عدم اعتراض سلاح الجو الروسي على تحركات هيئة تحرير الشام، مقابل تعهد من النظام السوري بعدم المساس بالمصالح الروسية، خصوصًا في القواعد العسكرية الروسية الواقعة في حميميم وطرطوس، والموانئ على البحر المتوسط.


وأشار إلى أن روسيا كانت من الدول الأولى التي رفعت علم الثورة السورية في سفارتها، مما يدل على وجود نوع من "الصفقة" التي تم التوصل إليها مع هيئة تحرير الشام قبل سقوط النظام السابق.


النظام الحالي، كما يضيف خيزران، يحاول فتح قنوات تواصل واسعة مع الجميع، من الولايات المتحدة وتركيا والخليج، وحتى إسرائيل، في محاولة لتحقيق استقرار داخلي وتثبيت أقدامه.


وأكد المحاضر أن بقاء القواعد الروسية في سوريا يرتبط بتفاهمات دقيقة، تتعلق أيضًا بالجانب الاقتصادي، مثل مليارات الدولارات التي تدين بها سورية لروسيا منذ عهد النظام السابق، وحقوق روسيا في استغلال بعض الموارد السورية، مقابل سعي النظام الحالي للاستفادة من العلاقات مع موسكو لكنه لا يتوقع تسليم بشار الأسد أو رموز النظام السابق.


وبالنسبة إلى الدور التركي، أشار خيزران إلى وجود توافق تركي روسي طويل الأمد على مستوى العمليات في سوريا، ولا يرى تعارضًا حقيقيًا في وجود القوات الروسية، مع توقع استمرار التنسيق بين الطرفين.


أما الصين، فأكد أنه سيكون تدخلها أكثر اقتصادية، في إطار المحور الذي تسيطر عليه الولايات المتحدة وتركيا وقطر والسعودية.


وعن ملف العلاقات مع إسرائيل، اعتبر خيزران أن المبادرات الحديثة مثل تسليم رفات إيلي كوهين أو دخول عضو يهودي إلى البرلمان السوري ترتبط برسائل رمزية لحسن النوايا، لكنها لا تعكس تغييرات جوهرية، حيث أن إسرائيل لا ترغب في توقيع اتفاقات حقيقية مع النظام السوري، وهي التي تضع شروطًا تعوق ذلك.


وفيما يخص مناطق مثل السويداء، أشار إلى أن الحديث عن الحكم الذاتي أو دولة مستقلة ما زال بعيداً جدًا، وأن الوضع السياسي الحالي لا يسمح بتمرير مثل هذه المشاريع، خاصة مع استمرار الصراعات والمأزق الداخلي.


وأضاف خيزران أن النظام السوري الحالي لازال يعاني من تعقيدات داخلية كبيرة بالرغم من الدعم الدولي المقدم، مؤكداً أن الفترة المقبلة ستشهد محاولات لترتيب الأوضاع ولكن التحديات لا تزال كثيرة.

يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

phone Icon

احصل على تطبيق اذاعة الشمس وكن على
إطلاع دائم بالأخبار أولاً بأول

Download on the App Store Get it on Google Play