قال المحامي رضا جابر، الباحث في علم الإجرام، إن المجتمع العربي يعاني من حالة عجز أمام ظاهرة العنف والجريمة المتصاعدة، مشيراً إلى أن الشعور بالخجل ليس المشكلة بقدر ما هو عدم وجود خطوات واضحة للتعامل مع الأزمة.
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "يوم جديد"، على إذاعة الشمس، أن المجتمع لا يعرف كيفية وضع إجراءات فعالة للحد من الجريمة، وأن الجهود الداخلية غير كافية وسط ظروف معقدة مع الدولة وعلاقات متوترة معها.
رغم ذلك، أشار "جابر" إلى محاولات وإجراءات متواضعة مثل مؤتمر عقد قبل شهر ونصف في سخنين لتحريك المياه الراكدة، لكنه قال إن المشكلة تكمن في بدء الكثير من المبادرات وعدم استمراريتها أو متابعتها بشكل عميق.
التركيز على جهة واحدة
وأضاف أن هناك حاجة ماسة إلى تنسيق جهود المجتمع في جهة واحدة مركزة تعطي صوتًا واضحًا للمطالب وتتابع تنفيذها، بدلاً من التشتت بين مؤسسات لا تتحمل المسؤولية بشكل كامل.
وأشار إلى أن البرامج الحكومية المتعلقة بمكافحة الجريمة غابت عن العمل الفعلي منذ 2022.
تحرك اجتماعي
وتطرق جابر إلى أهمية التحرك الاجتماعي والنشاط القيادي على مستوى المجالس المحلية وعلى المستوى القطري لتمثيل المجتمع ومواجهة قضايا العنف بشكل منظم، إلا أنه شدد على أنه بدون تعاون جاد من الحكومة والمؤسسات الأمنية، يبقى الأمل محدوداً.
وتابع: "نحن مجتمع ظهره على الحائط، ولن يتطيع التفوق على الميين داخل إسرائيل، والتحرك الداخلي هو التحرك الصحيح، وأنا مقتنع بذلك بشكل مطلق".
مقاطعة الشخصيات السياسية المتطرفة
كما ناقش دعوات لمقاطعة شخصية سياسية معينة تعزز التطرف، واعتبر "جابر" أن هذه المقاطعة ليست الحل، بل يجب مواجهة العداء بصورة مباشرة بدل تقوية الخصم عبر التهوين ومخاطبته بلغة التسامح الزائف.
وأكد أن التنظيم الاجتماعي العميق هو الطريق للخروج من حالة التذرر والضعف التي يعانيها المجتمع، مشيراً إلى أن ذلك لن يخدم فقط المكافحة الأمنية بل البعد السياسي والاجتماعي والاقتصادي أيضاً.
في ختام حديثه، دعا المجتمع إلى اتخاذ خطوات جريئة وتنظيمية مركزة بدل انتظار تغييرات من خارج المجتمع، معتبراً أن الوقت لم يعد يسمح بالتأجيل في ظل تزايد جرائم القتل والتدهور.
مقتل علي وائل عواودة في جريمة إطلاق نار في كفر كنا
وكان الشاب علي وائل عواودة لقى مصرعه، صباح اليوم في جريمة إطلاق نار في كفر كنا، ليرتفع عدد ضحايا الجريمة في المجتمع العربي إلى 203 قتلى منذ بداية العام