تسلّمت وزارة الصحة في قطاع غزة، اليوم الأربعاء، 90 جثمانًا لفلسطينيين عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وسط صعوبات كبيرة في التعرف على هوياتهم، وفق ما أكده المتحدث باسم الوزارة، الدكتور خليل الدقران.
صعوبات في تحديد الهوية
أوضح الدكتور الدقران أن جميع الجثامين التي وصلت إلى مستشفيات القطاع لم يتم التعرف عليها حتى الآن، مشيرًا إلى أن بعضها يحمل آثارًا واضحة للتعذيب، فيما وُجدت جثث مكبّلة اليدين، وأخرى يُعتقد أنها تعرّضت لإعدام ميداني.
وأضاف: "نواجه تحديات كبيرة في تحديد هوية الجثامين، خاصة في ظل غياب مختبرات فحص الحمض النووي، وهو ما يعقّد عملية التوثيق والتسليم لذويهم."
ظروف الوفاة المأساوية
بحسب مصادر طبية، فإن بعض الجثامين تعود لفلسطينيين قضوا منذ بداية الحرب على القطاع في 7 أكتوبر 2023، حيث أظهرت الفحوصات أن بعضهم تعرض للدهس بواسطة آليات عسكرية، ما أدى إلى تحلل أجسادهم بشكل كامل، وجعل التعرف عليهم شبه مستحيل.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
وفي السياق ذاته، كشف مدير مستشفى الأطفال بمجمع ناصر الطبي، الدكتور أحمد الفرا، أن 45 جثمانًا تم استلامها اليوم لم يُعرف أصحابها حتى اللحظة، وقال: "وجدنا آثار تعذيب واضحة على الجثامين، وبعضها كان مكبل اليدين، وهناك من تم إعدامهم ميدانيًّا."
غياب الإمكانيات الطبية
أشار الفرا إلى أن الجثامين التي وصلت اليوم لم تكن متحللة، لكنها وصلت بلا أي وثائق أو علامات تعريفية، مما يزيد من صعوبة تحديد هوياتهم. وأضاف: "نفتقر إلى الإمكانيات التقنية اللازمة، مثل مختبرات الحمض النووي، التي يمكن أن تساعد في كشف هوية الضحايا."
دعوة للتحرك الإنساني
في ظل هذه الظروف، دعت وزارة الصحة الجهات الدولية إلى التدخل العاجل لتوفير الدعم الفني والطبي اللازم، بما في ذلك إنشاء مختبرات متخصصة في فحص الحمض النووي، وتقديم المساعدة في توثيق الجثامين وتسليمها لذويهم.
وفي ختام البيان، قال الدكتور خليل الدقران: "نحن أمام مأساة إنسانية حقيقية، ونتمنى من المجتمع الدولي أن يتحرك بشكل عاجل لتقديم الدعم اللازم في هذا الملف الحساس، احترامًا لكرامة الشهداء وحقوق عائلاتهم."
طالع أيضًا:
حماس: جثث الرهائن المتبقية تحت الركام وتتطلب معدات خاصة للبحث عنها