توفي الطبيب الشاب زياد أبو عابد (27 عاماً) من مدينة رهط مساء أمس متأثراً بجراحه الخطيرة التي أصيب بها إثر إطلاق نار أثناء عودته من دوامه، بحسب ما أعلنته مصادر طبية ومحلية.
وكانت الشرطة أفادت أن خلفية الحادث "نزاع دموي" مستمر بين عائلتين منذ عام 2013 على خلفية خلافات متعلقة بالأراضي.
رئيس رابطة الأطباء العرب في النقب، نعيم أبو فريحة، وصف الحادث بأنه مؤشر خطير على تدهور الأوضاع داخل المجتمع العربي، محذراً من أن ما يحدث "يشبه حرباً أهلية".
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "أول خبر"، على إذاعة الشمس، "استهداف عنصر من الطواقم الطبية، يعمل عملاً إنسانياً يشكل انتهاكاً للخط الأحمر ويدلّ على منطق غير إنساني يضرب القيم المجتمعية".
وأضاف "أبو فريحة" أن العنف المستشري لم يعد يميّز بين جندي أو مدني أو مهنٍ حيوية مثل الأطباء، مشدداً على أن العديد من حالات الاعتداء تهدف إلى إيذاء الآخر عبر إصابة المثقف والمتعلم والطبيب، ما يعكس توجهًا مدمراً يهدد المجتمع بأسره.
رئيس رابطة الأطباء العرب في النقب: على الدولة أن تتحمل مسؤولياتها
وناشد "أبو فريحة" الدولة والشرطة بتحمّل مسؤولياتهم واتخاذ إجراءات فعالة لوقف نزيف الدم، مؤكداً أن السلطة وحدها قادرة على وقف هذا الشلال اليومي من العنف.
في المقابل، حمّل رئيس الرابطة جزءاً من المسؤولية للمجتمع المحلي قائلاً إن على كل فرد أن يبدأ بمنع انتشار السلاح داخل العائلة والمحيط ومنع كل ما يساهم في تصعيد النزاعات، محذراً من الاكتفاء بالمشاهدة، والتسامح مع مسألة حمل السلاح كأمر عادي.
وشدّد على أهمية دور القيادات المحلية والمجالس في ممارسة ضغط مجتمعي وسياسي لاحتواء الأزمة.
ووصف "أبو فريحة" الراحل زياد بأنه شاب طبيب طيب ومحبوب أنهى دراسته قبل نحو ثلاث سنوات وتخصص في مجال الفيزيائي والتأهيل، وترك أثراً إنسانياً لدى مرضاه الذين نعوه عبر وسائل التواصل الاجتماعي.