الاتحاد الأوروبي يسعى لدور أوسع في غزة والضفة الغربية بعد وقف إطلاق النار

shutterstock

shutterstock

أبدى قادة الاتحاد الأوروبي رغبتهم في لعب دور أكثر فاعلية في قطاع غزة والضفة الغربية، في محاولة لدعم الاستقرار وإعادة الإعمار في المناطق المتضررة من النزاع، وذلك في أعقاب اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسط فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بين إسرائيل وحماس.



قمة بروكسل: دعم سياسي وإنساني


خلال القمة التي عُقدت يوم الخميس في العاصمة البلجيكية بروكسل، والتي ركزت بشكل رئيسي على الحرب في أوكرانيا، خصص قادة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي حيزًا مهمًا لمناقشة الوضع في غزة.


وأكد القادة التزامهم بتقديم الدعم السياسي والإنساني اللازم لتحقيق الاستقرار، مشيرين إلى أن الاتحاد الأوروبي، بصفته أكبر مزود للمساعدات للفلسطينيين، لديه مسؤولية مضاعفة في هذه المرحلة الحرجة.


انقسام داخلي وضغوط متزايدة


أثار استمرار العنف في غزة والضفة الغربية انقسامًا داخل التكتل الأوروبي، حيث عبّر عدد من الدول عن قلقها من تدهور العلاقات مع إسرائيل، التي وصلت إلى أدنى مستوياتها منذ سنوات.


وكانت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، قد أعلنت في سبتمبر الماضي عن نية المفوضية فرض عقوبات ووقف جزئي للتجارة مع إسرائيل، كوسيلة للضغط نحو التوصل إلى اتفاق سلام دائم.


تراجع الزخم.. ولكن العقوبات لا تزال مطروحة


مع توقيع اتفاق وقف إطلاق النار، بدا أن الزخم خلف هذه الإجراءات قد تراجع، حيث دعا بعض القادة الأوروبيين إلى إعادة النظر في العقوبات المقترحة، إلا أن قادة من دول مثل إيرلندا وهولندا شددوا على ضرورة إبقاء هذه الخيارات مطروحة، خاصة مع استمرار التوترات، مؤكدين أن تعليق بعض بنود الاتفاق التجاري مع إسرائيل قد يمنح الاتحاد الأوروبي نفوذًا إضافيًا للحد من التصعيد.


دعوات لدور أوروبي أكثر تأثيرًا


قال رئيس وزراء لوكسمبورغ، لوك فريدن، في تصريح له قبيل القمة: "من المهم ألا تكتفي أوروبا بالمراقبة، ولكن أن يكون لها دور فعّال. أمر غزة لم ينتهِ؛ والسلام لم يعد دائمًا بعد."


وتصريحه يعكس توجهًا أوروبيًا متناميًا نحو تجاوز دور المراقب، والتحول إلى فاعل سياسي قادر على التأثير في مسار الأحداث، لا سيما في ظل التحديات الإنسانية والسياسية التي تواجه المنطقة.


اختبار جديد للدبلوماسية الأوروبية


يبقى السؤال المطروح: هل سيتمكن الاتحاد الأوروبي من ترجمة نواياه إلى خطوات عملية تعزز الاستقرار وتدفع نحو تسوية شاملة؟ في ظل التباين في المواقف داخل التكتل، يبدو أن المرحلة المقبلة ستكون اختبارًا حقيقيًا لقدرة أوروبا على لعب دور مستقل ومتوازن في واحدة من أكثر القضايا تعقيدًا في الشرق الأوسط.


ويسعى قادة الاتحاد الأوروبي إلى تعزيز حضورهم السياسي والإنساني في قطاع غزة والضفة الغربية، بعد التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة بين إسرائيل وحماس. وخلال القمة التي عُقدت أمس في بروكسل، والتي ركزت بشكل كبير على الملفين الروسي والأوكراني، ناقش رؤساء دول الاتحاد الأوروبي سبل دعم الاستقرار في غزة، مؤكدين أن التكتل لن يكتفي بالمراقبة، بل يسعى إلى دور فعّال في إعادة الإعمار وتعزيز السلام.


دعم إنساني وتوجه سياسي جديد


الاتحاد الأوروبي، الذي يُعد أكبر مزود للمساعدات للفلسطينيين وأكبر شريك تجاري لإسرائيل، أعلن عن نيته تقديم دعم إضافي للقطاع الساحلي الذي أنهكته الحرب. وقال رئيس وزراء لوكسمبورغ، لوك فريدن، لدى وصوله إلى القمة: "من المهم ألا تكتفي أوروبا بالمراقبة، ولكن أن يكون لها دور فعّال. أمر غزة لم ينتهِ؛ والسلام لم يعد دائمًا بعد."


ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام


وهذا التصريح يعكس رغبة أوروبية في تجاوز الدور التقليدي كممول إنساني، والتحول إلى فاعل سياسي قادر على التأثير في مسار الأحداث.


انقسام داخلي حول العقوبات


الغضب الشعبي داخل أوروبا بشأن الحرب في غزة أدى إلى انقسام داخل التكتل المكون من 27 دولة، ودفع العلاقات الأوروبية الإسرائيلية إلى أدنى مستوياتها، وفي سبتمبر الماضي، أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين عن خطط لفرض عقوبات ووقف جزئي للتجارة، بهدف الضغط على إسرائيل للتوصل إلى اتفاق سلام. لكن مع توقيع اتفاق وقف إطلاق النار، بدا أن الزخم وراء هذه الإجراءات قد تراجع، حيث دعا بعض القادة الأوروبيين إلى إلغائها، معتبرين أن التهدئة الحالية تفتح بابًا جديدًا للحوار.


استمرار العنف يعيد ملف العقوبات إلى الطاولة


رغم التهدئة، أشار قادة من دول مثل إيرلندا وهولندا إلى أن استمرار التوترات في غزة والضفة الغربية يستدعي الإبقاء على ملف العقوبات قيد البحث، وتشمل المقترحات إمكانية فرض قيود على وزراء في الحكومة الإسرائيلية، وتعليق جزئي لاتفاق تجاري يمنح الاتحاد الأوروبي نفوذًا اقتصاديًا يمكن استخدامه للحد من التصعيد العسكري.


أوروبا بين المبادرة والتوازن


القمة الأوروبية في بروكسل كشفت عن رغبة حقيقية في لعب دور أكثر تأثيرًا في الشرق الأوسط، لكنها في الوقت ذاته أظهرت حجم التحديات الداخلية التي تواجه التكتل في اتخاذ موقف موحد، وفي بيان نشرته صحيفة الشرق الأوسط، جاء فيه: "الاتحاد الأوروبي لن يكتفي بالمساعدات، بل يسعى للمشاركة الفعلية في جهود تحقيق الاستقرار وإعادة الإعمار في غزة."


طالع أيضًا:

رئيسة المفوضية الأوروبية: الاتحاد الأوروبي مستعد لدعم السلطة الفلسطينية في ممارسة مهامها

يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

phone Icon

احصل على تطبيق اذاعة الشمس وكن على
إطلاع دائم بالأخبار أولاً بأول

Download on the App Store Get it on Google Play