مع انطلاق العام الأكاديمي الجديد في الجامعات، يواجه الطلاب العرب مجموعة من التحديات السياسية والاجتماعية والنفسية، في ظل المتغيرات التي أعقبت الحرب.
وقال يوسف طه، عضو المكتب السياسي في حزب التجمّع الوطني الديمقراطي ومسؤول ملف الشباب والطلاب، إن الطلاب العرب يدخلون هذا العام في "واقع جديد ومعقد"، مع عودة مئات الجنود السابقين إلى مقاعد الدراسة بعد حرب استمرت لعامين.
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "يوم جديد"، على إذاعة الشمس، أن البيئة الجامعية أصبحت أكثر توتراً وعدائية، مشيراً إلى أن التحدي الأكبر يتمثل في قدرة الطلاب العرب على التأقلم والدراسة وسط أجواء مشحونة وعنصرية متصاعدة.
يوسف طه: التحديات لا تقتصر على المناخ السياسي
وأوضح طه أن التحديات لا تقتصر على المناخ السياسي، بل تمتد إلى أوضاع اقتصادية صعبة، وتراجع فرص العمل خصوصاً في مجالات التكنولوجيا والهندسة وعلوم الحاسوب، حيث يعاني مئات الخريجين العرب من البطالة.
وأكد أن غياب التنظيم الطلابي الفاعل يزيد من صعوبة المرحلة، قائلاً إن الحركات الطلابية تراجعت في السنوات الأخيرة ولم تعد تمتلك الهياكل التنظيمية التي كانت تجمع وتدعم الطلاب العرب في مختلف الجامعات.
وأشار إلى أن مواجهة هذه التحديات تتطلب جهداً جماعياً من الأحزاب والهيئات التمثيلية ومؤسسات المجتمع المدني لإعادة بناء أطر طلابية قوية وقادرة على التأثير.
البروفيسور منى خوري: السنة الدراسية الجديدة أكثر استقراراً من العامين الأخيرين
من جانبها، قالت البروفيسور منى خوري، نائبة رئيس الجامعة العبرية في القدس، إن الجامعات بدأت السنة الدراسية الجديدة بأجواء أكثر استقراراً من العامين السابقين، لكنها أقرت بأن التحديات لا تزال قائمة.
وأضافت أن هناك تخوفات لدى بعض الطلاب العرب بشأن حرية التعبير، في ظل حساسية المرحلة السياسية واقتراب موعد الانتخابات، لكنها شددت على أن الجامعات تسعى للحفاظ على مساحة حرية الرأي ضمن القانون، وتشجع النقاشات السياسية المنضبطة داخل الحرم الجامعي.
40% من المستفيدين من المنح طلاب عرب
وأكدت خوري أن المساعدات التي تُقدَّم للجنود العائدين من الخدمة جاءت من تبرعات خاصة، ولا تُخصم من المنح المخصصة للطلاب العرب، مشيرة إلى أن 40% من المستفيدين من المنح في الجامعة العبرية هم من الطلاب العرب.
وقالت إن نسبة الطلاب العرب في الجامعة تتراوح بين 16% و21% بحسب اللقب الأكاديمي، لافتة إلى أن إدارة الجامعة تعمل على تعزيز التنوع وتوفير الدعم الأكاديمي والاجتماعي للطلاب من مختلف الخلفيات.
ويأتي انطلاق العام الأكاديمي في وقت يحاول فيه الطلاب العرب التكيف مع واقع جديد فرضته الحرب، وسط دعوات لإعادة تنظيم العمل الطلابي وتعزيز روح التضامن والمساندة بين الشباب العرب في الجامعات المختلفة.