اتهمت وزارة الخارجية السودانية، اليوم الثلاثاء، قوات الدعم السريع بارتكاب ما وصفته بـ"جرائم إبادة جماعية" في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، منددة بما أسمته "الجرائم الإرهابية المروعة" التي تستهدف المدنيين العزل، في تصعيد جديد يُنذر بتفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد.
عمليات قتل وترويع ممنهجة
في بيانها الرسمي، قالت الخارجية السودانية إن "مليشيا آل دقلو" تنفذ عمليات قتل عنصري وترويع ممنهجة ضد السكان، بمن فيهم النساء والأطفال وكبار السن، مشيرة إلى أن المقاتلين يوثقون تلك الانتهاكات بـ"فخر ووقاحة"، ما يكشف عن طبيعة الانتهاكات التي تُرتكب على الأرض.
وأضافت الوزارة أن الدعم السريع "خطط لتلك الإبادة عبر حصار الفاشر وتجويع سكانها لعامين ونصف"، معتبرة أن المجزرة الحالية تأتي امتدادًا لسلسلة من الجرائم التي ارتُكبت في مناطق عدة من دارفور.
تحميل المجتمع الدولي المسؤولية
حمّلت الخارجية السودانية المجتمع الدولي مسؤولية ما يجري، متهمة بعض الدول بـ"تسييس الأزمة وانحيازها لمصالحها السياسية والاقتصادية"، مما شجع، بحسب البيان، قوات الدعم السريع على تحدي القوانين الدولية ومواصلة القتل والتدمير.
ويأتي هذا الاتهام في ظل غياب تحرك دولي حاسم لوقف الانتهاكات، رغم تصاعد التقارير الحقوقية حول الوضع الكارثي في دارفور.
سيطرة ميدانية وتصريحات عسكرية
وفي تطور ميداني لافت، أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها الكاملة على مدينة الفاشر، ما يجعلها تفرض نفوذها على جميع ولايات دارفور الخمس، ويكرّس واقعًا جغرافيًا منقسمًا بين مناطق خاضعة للجيش وأخرى تحت سيطرة الدعم السريع.
ومن جانبه، قال رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، إن الجيش "سيواصل القتال حتى تحقيق النصر وتطهير البلاد من المرتزقة"، مؤكدًا أن قرار مغادرة القيادة العسكرية للفاشر كان لأسباب تكتيكية.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
كارثة إنسانية غير مسبوقة
منذ اندلاع الحرب بين الجيش والدعم السريع في أبريل 2023، يعيش السودان واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في تاريخه الحديث، حيث أسفرت المعارك عن مقتل عشرات الآلاف وتشريد أكثر من 15 مليون شخص، وسط انهيار شبه كامل للبنية التحتية والخدمات الأساسية.
دعوات للتحقيق الدولي
وفي ظل تصاعد الاتهامات، تتزايد الدعوات من منظمات حقوقية ومؤسسات إعلامية لإجراء تحقيق دولي مستقل في الجرائم المرتكبة في الفاشر. وفي بيان صادر عن وزارة الخارجية السودانية، جاء فيه: "ما يحدث في الفاشر ليس مجرد تجاوزات، بل جرائم ممنهجة تستدعي محاسبة دولية عاجلة."
يبقى مصير المدنيين في دارفور معلقًا على تحرك دولي حاسم، وسط استمرار المعارك وتوسع رقعة السيطرة الميدانية لقوات الدعم السريع.
طالع أيضًا:
السودان: قتلى في قصف لقوات الدعم السريع استهدف مستشفيين وأحياء في مدينة الأبيض
