حذّرت المعالجة النفسية عبير عبد الحليم، المختصة بالعلاج المعرفي السلوكي، من الآثار السلوكية الخطيرة التي قد تخلّفها منصات الألعاب المفتوحة على الإنترنت، وعلى رأسها لعبة روبلوكس، مؤكدةً أنها تخلق واقعًا افتراضيًا عنيفًا ينعكس على سلوك الأطفال في حياتهم اليومية.
وأضافت في مداخلة هاتفية لبرنامج "أول خبر"، على إذاعة الشمس، أنّ اللعبة تتيح للأطفال بناء ألعاب وتحديات دون رقابة، ما يجعلهم غير قادرين على التمييز بين الخيال والواقع، فيتحوّل العنف في نظرهم إلى سلوك طبيعي يرتبط بالقوة والسيطرة، بل ويتلقّون عليه تعزيزات وإعجابات، مما يطبع العنف في أذهانهم منذ الصغر.
وأشارت إلى أنّ الخطر الأكبر يظهر عند الأطفال دون سنّ الثالثة عشرة، الذين لا يمتلكون القدرة الإدراكية على الفصل بين اللعب والحقيقة، موضحةً أن هذه المنصات تحتوي أحيانًا على غرف مغلقة تمارس فيها سلوكيات غير لائقة، قد تصل إلى الأذى الجنسي.
دعوة الأهل إلى الرقابة
ودعت الأهل إلى الرقابة الدقيقة والمستمرة على هواتف وأجهزة أبنائهم، وفحص إعدادات الألعاب لضبطها حسب الفئة العمرية المناسبة.
وشددت على أنّ الحوار مع الأطفال هو مفتاح الحماية، إلى جانب تفعيل دور المدارس في التوعية بمخاطر الإنترنت وتشجيع استخدام الألعاب الرقمية بطريقة آمنة وموجهة نحو الإبداع الإيجابي والقيم الاجتماعية.
واختتمت حديثها قائلة: "التربية أمر مهم جدا، قبل الخوض في المناهج والتعليم، يجب التوعية بالاستخدام الآمن للانترنت، واستخدامه بطريقة آمنة دون رهبة أو خوف، وتعليمهم الصح من الخطأ، خاصة وأن هذه الألعاب فيها جانب إبداعي يجب تنميته عند الطفل".