ما زالت بلدة كفر قرع تعيش حالة من الصدمة عقب الجريمة المروعة التي شهدتها إحدى مدارسها الثانوية، حيث قُتل الطالب محمد مرازقة (17 عامًا) من عرعرة إثر تعرضه للطعن خلال شجار داخل المدرسة.
هذه الحادثة المأساوية تركت أثرًا نفسيًا عميقًا على الطلاب والهيئة التدريسية والمجتمع بأسره.
من جانبه، قال مدير الخدمات النفسية في بلدية كفر قرع ثروت مصالحة، إن المدرسة التي لا يتجاوز عمرها خمس سنوات وتضم نحو مئة طالب، تشهد تواجدًا مكثفًا للطواقم النفسية منذ وقوع الحادث.
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "يوم جديد"، على إذاعة الشمس، أن الفرق تعمل مع المربين والطلاب بشكل يومي على معالجة الصدمة وإعادة الإحساس بالأمان داخل المدرسة.
وتابع: "نلتقي الطلاب ضمن مجموعات صفية بإشراف المستشارين والأخصائيين النفسيين، ونتحدث معهم عن ما شاهدوه، وعن مشاعرهم في اللحظة التي وقعت فيها الجريمة، وماذا شعروا في اليوم التالي".
مفاجأة الطواقم النفسية
وأشار مصالحة إلى أن ردود الفعل كانت قوية وصعبة، لكن ما فاجأ الطواقم النفسية هو عودة عدد كبير من الطلاب إلى المدرسة رغم قسوة المشهد، ما يعكس ارتباطهم بمكانهم وإدراكهم لأهمية التماسك الجماعي.
وأكد أن إشعار الطلاب بالأمان هو الأساس في عملية التعافي، وأن المدرسة تتواصل بشكل مباشر مع كل طالب عبر الهاتف لتشجيعهم على العودة، لافتًا إلى أن التواصل والاحتواء من قبل الزملاء والمعلمين يشكلان عامل دعم لا يقل أهمية عن العلاج النفسي المهني.
وفي ختام حديثه، شدد مصالحة على أن العمل مستمر، وأن الأيام المقبلة ستشهد لقاءات مخصصة للأهالي، لمساندتهم في التعامل مع الخوف والقلق الذي خلفته الجريمة، قائلاً إن الدعم الأسري والمجتمعي هو المفتاح الحقيقي لتجاوز هذه الأزمة.