أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء الأربعاء، استئناف اختبار الترسانة النووية الأمريكية "فوراً"، في خطوة أثارت موجة من الجدل داخل الولايات المتحدة وخارجها، وسط تحذيرات من تداعياتها على الأمن الدولي ومعاهدات الحد من التسلح.
عودة إلى سياسة الردع النووي
وفي خطاب ألقاه من قاعدة عسكرية في نيفادا، قال ترامب: "لقد حان الوقت لإعادة اختبار قدراتنا النووية، لضمان جاهزيتها الكاملة في مواجهة أي تهديد محتمل"، مضيفاً أن هذه الخطوة تأتي ضمن استراتيجية جديدة لتعزيز الردع الأمريكي في ظل ما وصفه بـ"التحولات الجيوسياسية الخطيرة".
ويُعد هذا الإعلان الأول من نوعه منذ تعليق الولايات المتحدة لاختباراتها النووية في عام 1992، حيث اعتمدت واشنطن منذ ذلك الحين على المحاكاة الرقمية والتقنيات غير التفجيرية لتقييم كفاءة ترسانتها النووية.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
ردود فعل دولية وتحذيرات من التصعيد
من جانبها، أعربت عدة دول أعضاء في مجلس الأمن عن قلقها من هذه الخطوة، معتبرة أنها تهدد استقرار النظام الدولي القائم على ضبط التسلح، وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان مقتضب: "استئناف التجارب النووية الأمريكية سيقوض عقوداً من الجهود الدولية للحد من انتشار الأسلحة النووية".
كما دعت الصين وفرنسا إلى عقد جلسة طارئة في مجلس الأمن لمناقشة تداعيات القرار الأمريكي، وسط مخاوف من أن يؤدي ذلك إلى سباق تسلح جديد بين القوى الكبرى.
انتقادات داخلية وتحذيرات من العلماء
في الداخل الأمريكي، انتقد عدد من أعضاء الكونغرس القرار، معتبرين أنه يفتح الباب أمام تصعيد غير محسوب، وقالت السيناتورة الديمقراطية إليزابيث وارن: "هذه الخطوة لا تعزز الأمن، بل تعرض العالم لمخاطر غير مسبوقة".
من جهته، حذر اتحاد العلماء الأمريكيين من أن استئناف التجارب النووية قد يؤدي إلى انهيار اتفاقية الحظر الشامل للتجارب النووية، ويشجع دولاً أخرى على اتخاذ خطوات مماثلة.
البيت الأبيض يبرر القرار
وفي بيان رسمي، أوضح البيت الأبيض أن القرار يأتي "ضمن مراجعة شاملة للسياسات الدفاعية"، مشيراً إلى أن "الاختبارات ستكون محدودة النطاق وتخضع لإشراف صارم من وزارة الدفاع والطاقة".
وأضاف البيان: "الولايات المتحدة لا تسعى إلى سباق تسلح، بل إلى ضمان أمنها القومي في ظل التحديات المتزايدة".
مستقبل الاتفاقيات النووية على المحك
يرى مراقبون أن إعلان ترامب قد يضع الاتفاقيات الدولية المتعلقة بالأسلحة النووية في مأزق، خاصة مع تراجع الالتزام بمعاهدة "ستارت الجديدة" بين واشنطن وموسكو، وتزايد التوترات في مناطق عدة حول العالم.
وفي ختام التصريحات، قال مسؤول أممي رفيع المستوى رفض الكشف عن اسمه: "نحن أمام لحظة حرجة تتطلب ضبط النفس والحوار، وليس التصعيد"، داعياً جميع الأطراف إلى العودة إلى طاولة المفاوضات للحفاظ على الأمن العالمي.
طالع أيضًا: