أقدم شرطي سابق يبلغ من العمر نحو 40 عامًا، شارك في خدمة الاحتياط خلال الحرب الأخيرة، على إضرام النار بنفسه أمام منزل موظف كبير في قسم إعادة التأهيل التابع لوزارة الأمن في بلدة "نافيه إيلان"، ووفقًا لما أوردته وسائل إعلام عبرية، فإن الجندي يعاني من آثار نفسية شديدة يُعتقد أنها ناجمة عن الصدمة التي تعرض لها خلال فترة خدمته.
نقل عاجل إلى المستشفى
تم نقل الجندي المصاب على وجه السرعة إلى مستشفى "هداسا عين كارم" في مدينة القدس، حيث وصفت حالته بالخطيرة نتيجة إصابته بحروق شديدة في أنحاء متفرقة من جسده،الطواقم الطبية تبذل جهودًا مكثفة لإنقاذ حياته، وسط حالة من القلق والترقب في صفوف عائلته وزملائه السابقين.
ارتفاع مقلق في حالات إيذاء النفس
بحسب تقرير نشره موقع "إن 12" العبري، فإن هذه الحادثة تأتي في سياق ارتفاع ملحوظ في عدد حالات إيذاء النفس بين الجنود خلال السنة ونصف الأخيرة، حيث تم تسجيل 279 حالة مشابهة، وفقًا لمعطيات صادرة عن مركز الأبحاث والمعلومات التابع للكنيست، ويُعزى هذا الارتفاع إلى الضغوط النفسية المتزايدة التي يتعرض لها الجنود، خاصة أولئك الذين شاركوا في العمليات العسكرية الأخيرة.
وزارة الأمن تربط الظاهرة بزيادة أعداد الجنود
في تعليق رسمي، أفادت وزارة الأمن أن تزايد حالات إيذاء النفس مرتبط بشكل مباشر بزيادة أعداد الجنود المشاركين في الخدمة خلال فترة الحرب، ما أدى إلى تفاقم الأعباء النفسية على العديد منهم.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
وأكدت الوزارة أنها تعمل على تعزيز برامج الدعم النفسي وإعادة التأهيل، لكنها تواجه تحديات كبيرة في الاستجابة السريعة لجميع الحالات.
دعوات لتوسيع الدعم النفسي
في ختام الحادثة، دعا مختصون في الصحة النفسية إلى ضرورة توسيع نطاق خدمات الدعم النفسي للجنود، سواء خلال الخدمة أو بعدها، مؤكدين أن "الصدمة النفسية لا تنتهي بانتهاء المعركة، بل تبدأ بعدها رحلة طويلة من التعافي".
وأضاف أحد الخبراء في مجال التأهيل النفسي: "ما لم يتم التعامل مع هذه الحالات بجدية، فإننا سنشهد المزيد من المآسي التي يمكن تفاديها بالدعم المناسب والرعاية المستمرة".
وهذه الحادثة تسلط الضوء على الحاجة الملحة لإعادة النظر في آليات الدعم النفسي للجنود، وتوفير بيئة آمنة تُمكّنهم من التعبير عن معاناتهم وتلقي العلاج اللازم قبل فوات الأوان.
طالع أيضًا:
أزمة تضرب إسرائيل..80 ألف مجند إسرائيلي يخططون لترك الخدمة في غزة