بعد مرور ثلاثة عقود على اغتيال رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق يتسحاق رابين، خرج رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) الأسبق كرمي جيلون، عن صمته، متحدثًا بمرارة عن الإخفاق الكبير الذي تحمّله الجهاز الذي كان يقوده آنذاك، ومعبّرًا عن حزنه لما آلت إليه إسرائيل بعد تلك الحادثة التي وصفها بأنها غيّرت وجه الدولة نحو الأسوأ.
وزار جيلون، الذي يعاني من مرض السرطان، ساحة رابين في تل أبيب للمرة الأخيرة، قائلاً: "أشعر بالسوء لوجودي هنا، ولو لم أظن أن هذه هي المرة الأخيرة في حياتي، لما جئت لن أعود إلى هنا أبداً".
جيلون يحمل المسؤولية المباشرة للمحرضين ضد رابين
وفي تصريحات مؤثرة، حمّل جيلون المسؤولية المباشرة للمحرّضين ضد رابين، وفي مقدمتهم – بحسب قوله – رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو، معتبراً أن أجواء التحريض التي سبقت الاغتيال مهّدت للجريمة.
وانتقد أداء وحدة الحراسة خلال الحادثة قائلاً: "هل أطلق يغآل عمير رصاصة واحدة فقط؟ كان يجب أن يُطرح رابين أرضًا لتفادي الثانية، لم يصدق أحد أن يهوديًا يمكن أن يقتل يهوديًا".
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
معاناة نفسية واكتئاب حاد
وتحدث جيلون، الذي استقال عام 1996، بصراحة عن معاناته النفسية العميقة بعد الحادثة، قائلاً: "دخلت في اكتئاب حاد، ووجدت في الطعام ملاذًا تضاعف وزني إلى 140 كيلوغرامًا، وكنت أستيقظ أحيانًا وأنا أفكر في الانتحار.
وتابع بأسى: "كنت أتمنى أن يطلق عليّ أحد عناصر حماس النار لأموت بطلاً وتحصل عائلتي على التعويضات".
العلاج عن طبيب نفسي في القدس منذ اغتيال رابين
وفي فيلم وثائقي بثته القناة 12 الإسرائيلية، كشف جيلون للمرة الأولى عن سرّ احتفظ به طوال 30 عامًا، قائلاً: "كنت أتعالج عند طبيب نفسي في القدس منذ اغتيال رابين، وأنا أتناول أدوية مضادة للاكتئاب بشكل دائم... أصبحت مدمناً عليها ولا يمكنني التوقف".
وختم جيلون حديثه قائلاً إن حتى بناته سيسمعن للمرة الأولى عبر الفيلم تفاصيل معاناته النفسية، في اعتراف نادر يلخص عمق الجرح الذي خلفه اغتيال رابين في الوجدان الإسرائيلي.
اقرأ أيضا
بدعم نتنياهو..الكنيست يصادق على طرح قانون إعدام الأسرى الفلسطينيين