قال البروفيسور أسعد غانم، أستاذ العلوم السياسية، إن التحولات التي شهدها المشهد الإسرائيلي والفلسطيني خلال العقود الماضية أثرت جذريا على فرص التسوية، موضحا أن الأمل الذي حملته اتفاقيات أوسلو واجه تحولا في المواقف داخل المجتمع الإسرائيلي وفي بنية القيادة الفلسطينية.
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "أول خبر"، على إذاعة الشمس، أن المجتمع الإسرائيلي "تغير بشكل ثوري" وأن ظهور قوى يمينية ودينية أعاد تشكيل المشهد السياسي ووسع نفوذها في مؤسسات الدولة، مما جعل تشكيل حكومة بديلة مستقرة أمرا صعبا في ظل الواقع الحالي.
95% من أوراق اللعبة بيد إسرائيل
وتابع: "عودة زعماء اليمين واعادة تشكيل تحالفاتهم السياسية أعادت إنتاج خطاب لا يقبل شريكا فلسطينيا بسهولة، وأن 95 بالمائة من أوراق اللعبة تقع في يد إسرائيل".
وأشار غانم إلى أن الانهيار الداخلي للحركة الوطنية الفلسطينية وضع قيادات فلسطينية في مأزق، وأن تراجع الثقة بين الطرفين ساهم في تفاقم الأزمة.
و أوضح: "إسرائيل هي التي قادت تفجير اتفاقيات أوسلو عبر سياسات الاستيطان والانسحاب الانتقائي وتوظيف ملف الأمن لتجميد مسار السلام".
ويرى "غانم" أن الحلول الممكنة تتطلب زمنًا طويلًا وجهود إعادة بناء ثقة داخلية فلسطينية، فضلا عن تحولات إقليمية ودولية.
القائمة العربية المشتركة
وأضاف أن دور القائمة العربية المشتركة قد يكون مفصليا إذا نجحت في توحيد الصفوف وتأمين مقاعد كافية لقطع الطريق على ائتلاف يميني مستقر.
كما لفت إلى تأثير الاجندات الاقليمية وتحولات العلاقة مع الولايات المتحدة في بروز هذه الحقيقة، مشددا على ضرورة مراجعة الاستراتيجيات الفلسطينية والتركيز على بناء قيادة وطنية قادرة على استنهاض المشروع الوطني في افق طويل المدى.
وأضاف أن فشل القيادات الفلسطينية مهما كانت العوامل يتطلب وقفة نقد وبناء، وأنه لا يمكن تجاهل غضب الشارع بعد أحداث السابع من أكتوبر وأن هذا الغضب يعكس فشلا سياسيا داخليا يحتاج الى معالجة جدية.
ختم غانم ثائلًا إن "التغيير لا يحدث بين ليلة وضحاها" وأن مواجهة الواقع الجديد يتطلب مزيجا من الواقعية السياسية والإصلاح الداخلي.