قال مدير مكتب قناة الشرق في رام الله محمد ضراغمة إن المفاوضات المتعلقة بالمسلحين في غزة تمثل واحدة من أكثر التعقيدات في المسار السياسي والأمني الراهن، مشيراً إلى أن "كافة الملفات في غزة متشابكة ولا توجد أي بارقة أمل في المرحلة الحالية".
وفي مداخلة هاتفية ضمن برنامج "يوم جديد" على إذاعة الشمس، أوضح ضراغمة أن "الاتفاق ما زال عالقاً في المرحلة الأولى، إذ ترفض إسرائيل الانتقال إلى المرحلة الثانية قبل استلام جميع جثث جنودها، وهو شرط يعطل أي تقدم في المسار التفاوضي".
وتابع: "ملف المسلحين العالقين في الأنفاق أو خلف خطوط السيطرة الإسرائيلية من أكثر الملفات حساسية".
وأشار إلى أن هناك عدة أفكار مطروحة للتعامل مع هؤلاء المسلحين، منها انسحابهم عبر الصليب الأحمر من دون سلاح، أو تسليم أسلحتهم إلى جهة ثالثة مثل مصر أو جهة عربية أخرى، لكنه أكد أن "إسرائيل ترفض حتى الآن معظم هذه المقترحات، فيما تعتبر حركة حماس خيار الاستسلام أمراً غير وارد من منطلق عقيدتها القتالية".
الفكرة الأمريكية – التركية
وأوضح ضراغمة أن "الفكرة الأمريكية – التركية التي طُرحت أخيراً تقضي بتطبيق نموذج تجريبي يسمح بانسحاب المسلحين عبر جهة ثالثة، لتكون تجربة يمكن البناء عليها في المراحل المقبلة"، لكنه شدد على أن "هذه الأفكار تواجه عقبات كبيرة بسبب غياب التوافق الدولي حول الجهة التي ستشرف على التنفيذ".
وأضاف أن "تركيا تبدي استعداداً للعب دور مباشر في الاتصالات الجارية بين حماس وإسرائيل عبر أجهزتها الأمنية، وهو أمر يلقى ترحيباً أمريكياً، بينما ما تزال مصر وقطر أيضاً طرفين فاعلين في الوساطة".
لماذا أعنلت إسرائيل المنطقة الحدودية مع مصر منطقة عسكرية مغلقة؟
وحول إعلان إسرائيل المنطقة الحدودية مع مصر منطقة عسكرية مغلقة، رأى ضراغمة أن "الخطوة تهدف عملياً إلى السيطرة الأمنية على الحدود الجنوبية لغزة ومنع أي عمليات تهريب أو إعادة بناء للأنفاق"، مشيراً إلى أن "الهدف الحقيقي هو فرض وقائع ميدانية جديدة تضمن لإسرائيل السيطرة على معبر رفح والحدود الخارجية للقطاع".
وأضاف أن "إسرائيل تريد الاحتفاظ بسيطرة دائمة على أجزاء واسعة من غزة، فيما تسعى الولايات المتحدة إلى فرض نموذج جديد يقسم القطاع إلى منطقتين: شرقية خاضعة للسيطرة الأمنية الإسرائيلية وتخصص للإعمار، وغربية مدمرة تحت سيطرة حماس".
وختم ضراغمة بالقول إن "جميع الأطراف تواجه تعقيدات سياسية وأمنية تجعل من الصعب رسم أي سيناريو قريب للحل"، مؤكداً أن "الوقائع الحالية تشير إلى استمرار الوضع الراهن لفترة طويلة مع غياب رؤية واضحة لإنهاء الأزمة".