نفذت طائرة مسيّرة إسرائيلية، صباح السبت، غارة جوية استهدفت مركبة مدنية قرب مستشفى صلاح غندور في مدينة بنت جبيل بمحافظة النبطية جنوبي لبنان، ما أسفر عن إصابة عدد من الأشخاص، في خرق جديد لاتفاق وقف إطلاق النار المعلن في نوفمبر 2024، وأفادت وكالة الأنباء اللبنانية أن الغارة نُفذت بصاروخين موجهين، دون أن تُحدد عدد المصابين أو تفاصيل حالتهم الصحية، وسط تصاعد ميداني واسع على الحدود الجنوبية.
تصعيد متواصل رغم التهدئة
تأتي هذه الغارة في سياق تصعيد متواصل تشهده الحدود اللبنانية الجنوبية، حيث نفذ الجيش الإسرائيلي، الخميس، سلسلة غارات على بلدات عدة، عقب إنذارات بالإخلاء وُصفت بأنها الأوسع منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار، ويُعد هذا التصعيد خرقًا واضحًا لبنود الاتفاق الذي أنهى حربًا شاملة اندلعت في سبتمبر 2024، وأسفرت عن ارتقاء أكثر من 4 آلاف لبناني وإصابة ما يزيد عن 17 ألفًا.
ردود سياسية ومواقف متباينة
في أعقاب الغارات، وصف الرئيس اللبناني جوزاف عون الهجمات بأنها "جريمة مكتملة الأركان"، مؤكدًا أن إسرائيل تواصل انتهاك السيادة اللبنانية كلما عبّرت بيروت عن استعدادها للتفاوض، وفي اليوم ذاته، وجّه حزب الله رسالة إلى الرؤساء الثلاثة، أكد فيها أن الدفاع عن لبنان "حق مشروع وواجب وطني"، مشددًا على الوقوف إلى جانب الجيش والشعب لحماية السيادة.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
ومن جهته، شدد رئيس الحكومة نواف سلام، الجمعة، على أن قرار الحرب والسلم "تملكه الحكومة وحدها"، مؤكدًا أن لا جهة أخرى تملك رأيًا في هذا الملف، في إشارة إلى ضرورة ضبط المواقف ضمن الإطار الرسمي.
خروقات متكررة واتفاق هش
منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار في نوفمبر 2024، سُجلت آلاف الخروقات، أسفرت عن إصابة وارتقاء المئات من اللبنانيين، وفق تقارير إعلامية وحقوقية، كما تواصل إسرائيل سيطرتها على خمس تلال لبنانية في الجنوب، إضافة إلى مناطق أخرى لم تُسترد منذ عقود، ما يُعد تحديًا مباشرًا لبنود الاتفاق.
دعوات لضمان الالتزام بالاتفاق
وفي ظل التصعيد المتكرر، تتصاعد الدعوات المحلية والدولية لضمان احترام اتفاق وقف إطلاق النار، وتفعيل دور الوسطاء الدوليين في مراقبة التنفيذ، وقال مصدر دبلوماسي لبناني في تصريح لـ"الوكالة الوطنية للإعلام": "استمرار الخروقات يُهدد الاستقرار الإقليمي، ويستدعي تدخلًا دوليًا لضمان تنفيذ الاتفاق وحماية المدنيين."
طالع أيضًا:
في ظل اتفاق وقف النار.. لماذا تواصل إسرائيل الهجمات على غزة؟