تسلّلت قوة عسكرية إسرائيلية، فجر الثلاثاء، إلى بلدة عيترون جنوب لبنان، حيث عمدت إلى تفخيخ وتفجير أربعة منازل في منطقة الخانوق، بزعم أنها بنى تحتية تابعة لحزب الله، في خرق جديد لاتفاق وقف إطلاق النار الموقّع أواخر نوفمبر 2024، وذكرت وكالة الأنباء اللبنانية أن العملية تمت في وقت مبكر من اليوم، وترافقت مع تحليق مكثف للطائرات المسيّرة في أجواء المنطقة.
غارات متواصلة وحرائق في بلدات الجنوب
في سياق متصل، ألقت مسيّرة إسرائيلية قنبلة على بلدة الضهيرة دون تسجيل إصابات، فيما شهدت بلدات مريصع وقلعة ميس بين أنصار والزرارية حرائق ضخمة نتيجة إلقاء مواد حارقة من طائرات مسيّرة، ما أدى إلى اشتعال الأحراج والحقول اليابسة.
وأفادت الوكالة أن فرق الدفاع المدني من مراكز الدوير والزرارية وكفرصير واجهت صعوبات كبيرة في إخماد النيران، بسبب انفجارات متتالية لأجسام مشبوهة من مخلفات الحرب، ما اضطرها إلى مغادرة بعض المواقع حفاظًا على سلامة الطواقم.
بيان الجيش الإسرائيلي وتبرير العمليات
في بيان رسمي، أعلن الجيش الإسرائيلي أن قوات اللواء 769 نفذت عملية ليلية في جنوب لبنان، دمرت خلالها عدة مبانٍ قال إنها تُستخدم كبنى تحتية لحزب الله في قريتي عيترون وحولا.
وأضاف البيان أن القوات عثرت في عمليات سابقة على أسلحة ومتفجرات مخزنة في تلك المباني، وتم إبطال مفعولها، معتبرًا أن وجود هذه المنشآت يُعد انتهاكًا للاتفاق الموقع مع لبنان.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
آلاف الخروقات منذ سريان الاتفاق
منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في نوفمبر 2024، سجّلت الجهات اللبنانية آلاف الخروقات من الجانب الإسرائيلي، أسفرت عن مئات الإصابات والضحايا، إلى جانب دمار واسع في البنية التحتية والممتلكات، ويُذكر أن الاتفاق جاء بعد حرب شاملة اندلعت في سبتمبر 2024، خلّفت أكثر من 4 آلاف شهيد و17 ألف جريح، في واحدة من أكثر المواجهات دموية منذ عام 2006.
استمرار السيطرة على أراضٍ لبنانية
رغم الاتفاق، تواصل إسرائيل سيطرتها على خمس تلال لبنانية في الجنوب، إضافة إلى مناطق أخرى لم تُسترد منذ عقود، ما يُعد تحديًا مباشرًا للسيادة اللبنانية ويُثير مخاوف من تجدد التصعيد في أي لحظة.
دعوات دولية لضبط النفس
وفي ظل هذا التصعيد المتكرر، تتصاعد الدعوات من جهات لبنانية ودولية لضمان احترام اتفاق وقف إطلاق النار، وتفعيل دور الأمم المتحدة في مراقبة الخروقات، وقال مصدر أمني لبناني لوكالة الأنباء الرسمية: "ما يجري على الحدود الجنوبية يُهدد الاستقرار الهش، ويستدعي تحركًا دوليًا عاجلًا لضمان التزام جميع الأطراف ببنود الاتفاق."
طالع أيضًا:
تصعيد إسرائيلي جنوب لبنان وسقوط ضحايا وجرحي وتحذيرات من اتساع المواجهة