أعلن الرئيس السوري أحمد الشرع أن بلاده تخوض مفاوضات مباشرة مع تل أبيب، مؤكداً أن الطرفين "قطعا شوطاً كبيراً" نحو التوصل إلى اتفاق سياسي شامل، في خطوة قد تعيد رسم ملامح المشهد الإقليمي في الشرق الأوسط.
مفاوضات مباشرة بعد سنوات من الجمود
وفي مقابلة مع صحيفة واشنطن بوست، أوضح الشرع أن المفاوضات الجارية حالياً تتم بشكل مباشر وشفاف، بعيداً عن الوساطات التقليدية، مشيراً إلى أن "الظروف الإقليمية والدولية باتت مهيأة أكثر من أي وقت مضى لتحقيق اختراق حقيقي في هذا الملف الشائك".
وأضاف: "نحن لا نفاوض من موقع ضعف، بل من منطلق الحرص على مستقبل سوريا واستقرار المنطقة، نؤمن أن السلام العادل هو الخيار الوحيد القادر على إنهاء عقود من التوتر".
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
ملفات معقدة على طاولة الحوار
بحسب مصادر مطلعة على سير المفاوضات، فإن النقاشات تشمل قضايا أمنية وحدودية، بالإضافة إلى ملفات تتعلق بالمياه، والتعاون الاقتصادي، وإعادة الإعمار، كما يجري بحث آليات لضمان تنفيذ أي اتفاق يتم التوصل إليه، بإشراف دولي يضمن الالتزام المتبادل.
ورغم التقدم المعلن، لا تزال بعض القضايا الجوهرية محل خلاف، ما يتطلب إرادة سياسية قوية من الطرفين لتجاوز العقبات المتبقية.
ردود فعل دولية حذرة
التحرك السوري المفاجئ أثار ردود فعل متباينة في الأوساط الدولية، ففي حين رحبت بعض العواصم الأوروبية بالخطوة واعتبرتها "نافذة أمل جديدة"، أبدت أطراف إقليمية تحفظها على توقيت المفاوضات، في ظل استمرار التوترات في مناطق أخرى من الإقليم.
تحليلات: لحظة مفصلية في تاريخ العلاقات
يرى مراقبون أن إعلان الشرع يمثل تحولاً استراتيجياً في السياسة السورية، وقد يكون مقدمة لإعادة تموضع إقليمي أوسع، ويقول الباحث في الشؤون الشرق أوسطية، د. فادي نعمان، إن "المفاوضات المباشرة تعني أن هناك نضجاً سياسياً لدى الطرفين، لكن الوصول إلى اتفاق نهائي لا يزال يتطلب تنازلات مؤلمة".
اختبار للنيات وإرادة السلام
بينما تتجه الأنظار إلى نتائج هذه المفاوضات، يبقى الأمل معقوداً على أن تثمر عن اتفاق يعيد الاستقرار إلى المنطقة، ويمنح شعوبها فرصة جديدة للعيش بكرامة وأمان، ومع استمرار الحوار، يبدو أن الشرق الأوسط يقف على أعتاب مرحلة جديدة من التحولات السياسية.
طالع أيضًا:
العليا الإسرائيلية تمهل الحكومة لحسم جهة التحقيق مع المدعية العسكرية