قال الناشط من بلدة ديرستيا، نظمي سليمان، إن مجموعة من المستوطنين أقدموا فجر اليوم الخميس على إحراق مسجد الحاجة حميدة الواقع بين بلدتي ديرستيا وكفل حارس شمال غرب سلفيت، وخطّوا على جدرانه شعارات عنصرية ومعادية للعرب والمسلمين، تتضمن إساءات للنبي محمد.
وأوضح سليمان، في مداخلة هاتفية ضمن برنامج "أول خبر" على إذاعة الشمس، أن الاعتداء تم من خلال كسر نافذة المسجد وسكب مواد قابلة للاشتعال داخل المبنى، ما أدى إلى اشتعال النيران في الجهة الشمالية منه، قبل أن يتدخل الأهالي وطواقم الدفاع المدني ويمنعوا امتداد الحريق إلى باقي أرجاء المسجد.
وأكد أن "فضل الله وحده حال دون احتراق المسجد بالكامل"، مشيرًا إلى أن الحادثة أثارت حالة من الغضب والاستنكار في البلدة.

وأضاف أن هذا الاعتداء "ليس الأول من نوعه"، حيث سبق أن تعرض مسجد الإمام علي بن أبي طالب في ديرستيا لهجومين متتاليين من قبل المستوطنين خلال العامين الماضيين، دون أن تُتخذ أي إجراءات من جانب الجيش الإسرائيلي لمحاسبة المعتدين.
وقال: "ما يجري أصبح سلوكًا شبه يومي، والمستوطنون يتحركون كميليشيات منظمة تحظى بالحماية والدعم من الحكومة الإسرائيلية".
وبيّن سليمان أن الدعم الرسمي للمستوطنين واضح من خلال تصريحات بعض الوزراء في الحكومة الإسرائيلية، مشيرًا إلى أن "الجيش الإسرائيلي في الآونة الأخيرة وزّع ملابس شتوية وسيارات دفع رباعي للمستوطنين ضمن ما يسمى بالاستيطان الرعوي"، وهو ما اعتبره "ضوءًا أخضر لاستمرار الاعتداءات على المواطنين وممتلكاتهم ودور عبادتهم".

وأوضح أن بلدة ديرستيا، التي تقع شمال غرب سلفيت ويبلغ عدد سكانها نحو خمسة آلاف نسمة، تتعرض لهجمات متكررة تنطلق من بؤر استيطانية مجاورة أقيمت خلال السنوات الأخيرة، بينها بؤرة تُعرف باسم "حفاة ابن هايمر"، وأخرى مدرجة على قوائم العقوبات الأوروبية والأمريكية.
وختم سليمان حديثه بالقول إن "هناك دعوات لتشكيل لجان حراسة شعبية في البلدة"، لكنه أشار إلى أن المستوطنين هاجموا أمس لجان الحراسة في بلدة سنجل شمال رام الله، وأطلقوا النار على أحد الشبان، مضيفًا أن "الواقع في الضفة الغربية يشهد تصعيدًا متسارعًا وخطيرًا، في ظل عجز الفلسطينيين العزل عن حماية أنفسهم سوى بالإرادة والصمود في وجه هذا العدوان المنظم".