قال رئيس لجنة المتابعة السابق محمد بركة، إن التركيز المفرط على ما جرى في انتخابات رئاسة لجنة المتابعة يصرف الانتباه عن الخطر الحقيقي الذي يعيشه المجتمع العربي، في ظل تصاعد العنف والجريمة بشكل يومي.
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "أول خبر"، على إذاعة الشمس: أن القيادة العربية ليست بعيدة عن الناس، وأن عمل لجنة المتابعة يقوم منذ تأسيسها على التواجد بين الجمهور والاستماع إلى آلامه وآماله.
وقال بركة إن الانشغال بالانتخابات وتداعياتها لا يجب أن يطغى على المشهد القاتم الذي يواجهه المجتمع، مستشهدا بحوادث إطلاق النار التي وقعت الليلة الماضية في عدة بلدات عربية، إلى جانب مقتل شاب في الرملة.
وتابع: "نزيف الدم المتواصل ليس أمرا عابرا، بل جزء من مشروع دولة يسعى إلى ضرب النسيج الداخلي وتقويض حق العرب في الأمن والحياة الكريمة، ومواجهة هذه الظاهرة يجب أن تكون سياسية وليست اجتماعية فقط، والادعاء بوجود خلل في قدرة الشرطة على مكافحة الجريمة كذب، لأن المشكلة أعمق وممنهجة".
انتخاب الدكتور جمال زحالقة
وتطرق "بركة" إلى الجدل الذي رافق انتخاب الدكتور جمال زحالقة رئيسا للجنة المتابعة، مشيرا إلى أن النظام الداخلي جرت صياغته بالتوافق الكامل بين جميع مركبات المتابعة، بما فيها القائمة العربية الموحدة.
وقال إن ما جرى قبل يومين من الانتخابات كان يمكن تجاوزه بسهولة لو تم الحفاظ على آلية العمل المتفق عليها، لكنه شدد في الوقت ذاته على أن الحاجة إلى تطوير النظام الداخلي "قائمة دائما"، وأن تحسين عمل اللجنة يجب أن يكون مسعى جماعيا وليس ردا على أزمة.
وفي تعقيبه على تصريحات الدكتور منصور عباس حول ضرورة التعديل الفوري للنظام الداخلي، قال بركة إن التمثيل داخل المتابعة لا يحدد بقرار فردي ولا يخضع لمزاج سياسي، بل يستند إلى مفاتيح تنظيمية متفق عليها بين كل المكونات.
وتابع: "الحديث عن صفقات واتفاقات يظل أمرا طبيعيا في أي انتخابات، لكن أصل المشكلة يكمن في غياب التوافق الداخلي".
وأكد أن ما حدث أعاد المجتمع خطوات إلى الوراء، لأن الازمة كانت قابلة للحل خلال دقائق لو توفرت النوايا المشتركة.
بركة: الانقسام الحالي يجب ألا يتحول إلى عائق أمام معالجة القضايا اليومية
وأضاف أن الانقسام الحالي يجب ألا يتحول إلى عائق أمام معالجة القضايا اليومية الملحة، وعلى رأسها الأمن الغذائي والفقر، مشيرا إلى أن تقرير التأمين الوطني الأخير كشف أن 58 بالمائة من العائلات العربية تعاني من انعدام أمن غذائي.
وربط "بركة" بين تفاقم الجريمة وبين محاولات ضرب أخلاق المجتمع عبر حملات تحريض الكترونية ولجان وهمية تعمل على إثارة الفوضى.
وأوضح: "مواجهة الجريمة يجب أن تتم وكأنه لا توجد قضايا سياسية اخرى، وفي الوقت نفسه يجب متابعة القضايا السياسية والوطنية كما لو أنه لا توجد جريمة"
وفي ختام حديثه، أكد أنه ورغم خروجه من المسؤولية المباشرة، سيواصل القيام بكل ما يستطيع لخدمة المجتمع إذا طلب منه ذلك.