دخل وقف إطلاق النار في قطاع غزة يومه الـ40 وسط استمرار الانتهاكات الإسرائيلية التي خلفت ضحايا وجرحى، في وقت تتصاعد فيه الأزمات الإنسانية وتتعاظم احتياجات السكان الذين يعيشون أوضاعًا قاسية تحت وطأة الدمار والنزوح وفصل الشتاء القاسي.
وقالت مصادر محلية إن الجيش الإسرائيلي أقدم على قتل فلسطينيين اثنين جنوب القطاع بزعم محاولتهما تجاوز الخط الأصفر، حيث اعتبرتهما القوات تهديدًا مباشرًا.
كما شنت الطائرات الحربية غارات خلف الخط الأصفر في رفح وخان يونس، واستهدفت بلدة بني سهيلا ومحيط تل الزعتر، فيما طال القصف المدفعي مناطق الشيماء شمال بيت لاهيا.
دعوات دولية لوقف الانتهاكات وتعزيز المساعدات
ومع تواصل الخروقات اليومية، دعت حركة حماس المجتمع الدولي إلى ممارسة ضغط حقيقي على إسرائيل للالتزام ببنود الاتفاق.
وفي السياق نفسه، شددت وزيرة الخارجية البريطانية يفيت كوبر على ضرورة زيادة المساعدات الإنسانية لغزة، مؤكدة أن القرار الأميركي الذي أقره مجلس الأمن يسلّط الضوء على الحاجة الملحّة لدعم القطاع المنهك.
وفي الجانب الإسرائيلي، جدد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو تهديداته باستمرار القتال واستكمال الحرب على كل الجبهات، مؤكدًا أن أهداف حكومته تشمل نزع سلاح حماس ومنع غزة من تشكيل تهديد مستقبلي.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
أزمة بلدية خانقة وبنى تحتية منهارة
وقالت بلدية غزة إن الدمار الواسع وموجات النزوح المستمرة أوجدت تحديات تشغيلية تفوق قدراتها، محذرة من انهيار كامل للخدمات الأساسية في حال عدم توفير دعم دولي عاجل لإمدادها بالآليات والمعدات اللازمة لفتح الطرق وتشغيل فرق الطوارئ.
من جانبها، أوضحت جمعية الهلال الأحمر أن المنخفض الجوي الأخير فاقم المأساة الإنسانية، إذ أدت السيول لانهيار خيام تؤوي آلاف النازحين، بينما لا تلبي المساعدات المحدودة التي وصلت احتياجات السكان المتزايدة.
وأضافت الجمعية أن تدمير شبكات الصرف الصحي والبنى التحتية أدى إلى انتشار التلوث وارتفاع خطر الأمراض.
تحذيرات من أونروا وتدهور اقتصادي متسارع
وحذّر المفوض العام للأونروا من نقص الموارد وارتفاع الأسعار، مشيرًا إلى أن السكان يعانون صعوبة في توفير الغذاء وسط موجات نزوح واسعة وانتشار الأمراض، مؤكدًا أن الوضع يتطلب تدخلًا فوريًا.
خروقات في البر والبحر واعتقالات متصاعدة
وكشف المكتب الإعلامي الحكومي في غزة عن ارتكاب الجيش الإسرائيلي 393 خرقًا للتهدئة أسفرت عن ارتقاء 279 فلسطينيًا، بينها غارات وقصف مدفعي واستهداف مباشر للمدنيين.
كما واصلت القوات الإسرائيلية استهداف الصيادين، حيث اعتقلت البحرية 19 صيادًا منذ بدء وقف إطلاق النار، وفق اتحاد لجان الصيادين.
وفي أحدث الانتهاكات، اعتقل الجيش ثلاثة صيادين قرب ميناء غزة واقتادهم إلى جهة مجهولة، في استمرار لسياسة الضغط على العاملين في القطاع البحري.
تحذيرات من تهجير مشبوه وغموض حول مصير الأسرى
فيما حذّرت الحكومة الفلسطينية من شركات مشبوهة تستغل الأزمة الإنسانية لتهجير الغزيين عبر برامج غير رسمية، مؤكدة أن التنسيق للسفر هو من صلاحياتها وحدها.
في المقابل، أعربت عائلات الأسرى المفقودين عن قلقها العميق لغياب أي معلومات حول أبنائها، بينهم أطفال قُصّر، مشيرة إلى أن الجيش الإسرائيلي ينفي احتجازهم، مما يشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي.
اعتراض طبي على قانون إعدام الأسرى
وفي الداخل الإسرائيلي، أثار ممثل نقابة الأطباء جدلًا خلال جلسة في الكنيست بعد تأكيده حظر مشاركة الأطباء في تنفيذ الإعدامات، معتبرًا أنها تخالف الأخلاقيات المهنية.
وتم طرده من الجلسة وسط توتر سياسي متصاعد حول قانون إعدام الأسرى المطروح للتصويت.
ورغم مرور 40 يومًا على وقف إطلاق النار، تشير الوقائع على الأرض إلى أن التهدئة هشة، وأن الوضع الإنساني في غزة يتجه نحو مزيد من التدهور ما لم يحدث تدخل دولي حقيقي يعيد ضبط المشهد الأمني ويفتح الباب أمام معالجة جذرية للأوضاع الكارثية في القطاع.
اقرأ أيضا
لقاء مرتقب بين ويتكوف والحية يثير غضبًا إسرائيليًا ويعقّد مسار المفاوضات