قال الصحافي اللبناني فارس أحمد إن الغارة الإسرائيلية التي استهدفت مخيم عين الحلوة أمس وأسفرت عن سقوط 14 قتيلًا، حسب المعطيات الحكومية الرسمية، تأتي في إطار ما وصفه بـ"بنك الأهداف الاستراتيجية" التي ينفذها الجيش الإسرائيلي بين الحين والآخر.
وأضاف في مداخلة هاتفية في برنامج "أول خبر"، على إذاعة الشمس: "استهداف المخيم الذي يعد عاصمة الشتات الفلسطيني يحمل دلالتين أساسيتين: الأولى ربط ما يحدث في الضفة الغربية وقطاع غزة بما يحصل في لبنان، كأن إسرائيل تقول إن الفلسطيني مستهدف أينما وجد".
وتابع: "أما الثانية، فهي خلق حالة من الإرباك والإحراج بين الفصائل الفلسطينية والجيش اللبناني والحكومة، في ظل الضغوط السياسية الأمريكية والإسرائيلية على لبنان لحصر السلاح في المخيمات".
وأشار أحمد إلى أن هذه الغارة تأتي في سياق أحداث متسلسلة، مرتبطة بقرار مجلس الأمن الأخير بشأن غزة وزيارة ولي العهد السعودي إلى واشنطن، موضحًا أن ما تريده إسرائيل والولايات المتحدة هو حصر الحالة الفلسطينية في مربعات جغرافية محددة، ومنع قيام دولة فلسطينية مستقلة، وتشتيت الفلسطينيين عبر الاستهدافات اليومية.
وحول سلاح المخيمات، أكد أن معظم الأسلحة الثقيلة سلمت في التسعينيات إلى الدولة اللبنانية والجيش، وما تبقى هو سلاح فردي وخفيف، لا يشكل تهديدًا أمنيًا استراتيجيًا لإسرائيل.
وشدد على أن أي تحرك من الفصائل الفلسطينية في المخيم سيكون محسوبًا سياسيًا ودبلوماسيًا، خاصة في ظل تدخل السفارات الأمريكية والسعودية وبعض السفارات الأخرى لاحتواء الأزمة.
وفي ختام حديثه، شدد على أن الغارة على مخيم عين الحلوة تمثل رسالة ترهيب واضحة للشعب الفلسطيني، وتندرج ضمن سلسلة الاستهدافات المتكررة، مشيرًا إلى أنه من المرجح استمرار هذه السياسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، معربًا عن القلق من تأثير ذلك على الاستقرار اللبناني والفلسطيني على حد سواء.