أكد الدكتور حسين الديك، المحاضر في العلاقات الدولية والمتخصص بالشأن الأمريكي، أن زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى واشنطن واستقباله الحافل من قبل البيت الأبيض والرئيس دونالد ترامب تحمل دلالات سياسية واقتصادية متعددة.
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "أول خبر"، على إذاعة الشمس، أن هذه الزيارة تعكس تحولًا واضحًا في أسلوب الإدارة الأمريكية، والذي يركز على البعد الاقتصادي والاجتماعي والسياسي وفق مبدأ "أمريكا أولاً".
وأشار الديك إلى أن هذه الإدارة تختلف تمامًا عن فترة ترامب السابقة 2016–2020، حيث أصبحت السياسات أكثر تركيزًا على المصالح الاقتصادية الأمريكية، ما جعل زيارة ولي العهد السعودي تتوافق مع هذا التوجه، خاصة مع استثمارات تصل إلى تريليونات الدولارات.
كما أضاف أن العلاقة بين الرياض وواشنطن اليوم لا تقتصر على تبادل المنافع التقليدية بين الدولتين، بل تتناغم مع رؤية فكرية واستراتيجية للتيار الحاكم في الولايات المتحدة.
4 قضايا رئيسية
وعن الملفات الأساسية التي حملها الأمير إلى واشنطن، ذكر الديك أن أهمها كانت صفقة طائرات F-35، والمفاعل النووي السلمي، مشيرًا إلى أن اتفاقية الدفاع المشترك لم تتحقق بعد، لأن الولايات المتحدة تحصر هذا النوع من الاتفاقيات بحلفاء محددين خارج إطار الناتو، مثل اليابان وكوريا الجنوبية، مع اعتبار التعاون مع قطر مثالًا على هذا النهج.
وأضاف أن أي إنجاز في العلاقة السعودية-الأمريكية مرتبط بالحزب الحاكم في واشنطن، بعكس العلاقة الأمريكية-الإسرائيلية التي تعتبر فوق حزبية.
التطبيع مع إسرائيل
وتطرق "الديك" إلى ملف التطبيع مع إسرائيل، مؤكدًا أن الأمير محمد بن سلمان ناقش القضية الفلسطينية، لكن التعقيدات والتحالفات الإقليمية حالت دون التوصل إلى نتائج نهائية، بينما أبرزت الزيارة التحولات الجديدة في المنطقة، مثل صعود السعودية كقوة إقليمية مؤثرة وانحسار تأثير إيران وحلفائها، مما يعكس إعادة تشكيل النظام الإقليمي في الشرق الأوسط.
وختم الديك بالقول إن الرياض تسعى من خلال هذه الزيارة إلى تعزيز دورها الإقليمي واستثمار علاقاتها مع واشنطن لتحقيق شرق أوسط جديد يسوده الاستقرار والتنمية والازدهار، مؤكداً أن الدور السعودي أصبح محوريًا في صياغة التوازنات السياسية والاقتصادية في المنطقة.