كشفت الدكتورة لينا قاسم حسان، رئيسة منظمة أطباء لحقوق الإنسان، عن فجوات كبيرة في الشعور بالأمان والحصول على الخدمات الصحية بين الفلسطينيين في إسرائيل، مؤكدة أن هذه الفجوات تمثل تحديًا جديًا لممارسة الحقوق الأساسية في الصحة والحياة اليومية.
وأوضحت في مداخلة هاتفية لبرنامج "يوم جديد"، على إذاعة الشمس، أن الاستطلاع الذي أجرته المنظمة شمل نحو 500 مشارك، بنسبة 80% يهود و20% فلسطينيين، عبر مكالمات هاتفية ومنصات إلكترونية، وركز على تقييم شعور المواطنين بالأمان العام، والتوجه إلى الشرطة، والوصول إلى الخدمات الصحية.
وأظهرت نتائج الاستطلاع أن نحو 10% فقط من الفلسطينيين يشعرون بأمان كبير في حياتهم اليومية مقارنة بـ35% من اليهود، بينما أشار 31% من الفلسطينيين أنهم سيتوجهون للشرطة عند التعرض للعنف، مقابل 61% من اليهود، ما يعكس أزمة ثقة كبيرة بالمؤسسات الرسمية، خاصة في ظل ارتفاع معدلات الجريمة المنظمة وتصاعد الخطاب التحريضي والعنصري.
وأكدت حسان أن 43% من الفلسطينيين لا يشعرون بالأمان عند التعبير عن هويتهم الثقافية والعربية، في حين أن هذه النسبة لدى اليهود أقل بكثير، مشيرة إلى أن هذا التدهور في الشعور بالأمان تفاقم بعد أحداث السابع من أكتوبر، مع تصاعد الخطاب والتحريض في وسائل الإعلام والسياسات الحكومية.
كما كشفت حسان عن فجوات واضحة في الوصول إلى الخدمات الصحية، حيث امتنع 20% من الفلسطينيين عن تلقي العلاج أو شراء الأدوية لأسباب مالية، مقارنة بـ10% من اليهود، وهو ما يعكس التفاوت الاجتماعي والاقتصادي في المجتمع الإسرائيلي.
وأضافت أن انتشار السلاح في الأماكن العامة يزيد من شعور الفلسطينيين بعدم الأمان، إذ أكد 65% منهم أن وجود السلاح يقلل من شعورهم بالأمان، مقابل 11% فقط يرونه يعزز الأمن.
وأشارت حسان إلى أن منظمة أطباء لحقوق الإنسان سترفع هذه النتائج للجهات المختصة في وزارة الصحة كخطوة للضغط على اتخاذ إجراءات فورية لمعالجة الفجوات وضمان المساواة في الصحة، مشددة على أن الصحة تشمل الجوانب الجسدية والنفسية والمجتمعية، وأن الظروف المعيشية مثل البطالة والعنف تؤثر مباشرة على صحة المواطنين.