أكد أحمد الشيخ، مدير عام جمعية الجليل، وجود تغيّرات ديموغرافية عميقة يشهدها المجتمع العربي خلال العقدين الأخيرين، مشددًا على أن هذه التحولات ليست مفاجئة بل تمتد جذورها إلى بداية الألفية.
ويأتي ذلك في ظل معطيات حديثة تشير إلى أن أكثر من نصف سكان مدينة بيت شيمش هم دون سن 17 عامًا، فيما تصل هذه النسبة إلى 63.4% في بعض بلدات النقب.
كما أظهرت معطيات دائرة الإحصاء المركزية أن 91% من مجموعة فتيات تزوّجن عام 2023، هن من منطقة القدس، وقد أنجبت 119 فتاة طفلًا خلال العام التالي.
وقال الشيخ إن المسوح الاجتماعية-الاقتصادية التي تجريها جمعية الجليل منذ سنوات تكشف بوضوح عن هذا التغيير البنيوي في المجتمع.
قنبلة ديموغرافية
وأشار في مداخلة هاتفية لبرنامج "أول خبر"، على إذاعة الشمس، إلى أنه منذ تقرير صدر في نهاية التسعينيات، وتحدث عن القنبلة الديموغرافية، بدأت تظهر ملامح انتقال تدريجي في بنية المجتمع الفلسطيني داخل إسرائيل.
وأوضح الشيخ أنّ نسبة الولادة تتباين بين المناطق، إلا أن الأرقام تصبح أعلى وأقسى عند احتساب سكان القدس الشرقية، مؤكدًا أنه عند استثناء هذه المنطقة ينخفض معدل الولادة في المجتمع العربي بشكل واضح.
وأضاف أن العدد الحقيقي للفلسطينيين داخل إسرائيل هو 1.7 مليون نسمة عند عدم احتساب سكان القدس الشرقية، رغم تداول رقم 2.2 مليون في تقديرات سابقة.
وكشف الشيخ عن انخفاض كبير في معدل حجم الأسرة العربية؛ فبعد أن كان 5.3 أفراد عام 2004، تراجع المعدل إلى 4.17 في عام 2024، وهو تحول يصفه بـ "الجوهري".
كما ارتفع العمر الوسيط ليصل إلى 24 عامًا للذكور و25 عامًا للإناث، مقارنة بـ20 عامًا فقط قبل عشرين سنة، ما يشير إلى مجتمع "أقل شبابًا مما كان عليه".
انخفاض نسبة الخصوبة
وفي ما يتعلق بنسبة الخصوبة، ذكر الشيخ أنها انخفضت إلى 2.75 طفل للمرأة في سن الإنجاب، بعدما كانت 4.14 عام 2004. ويرجع هذا الانخفاض إلى مجموعة من العوامل، أبرزها ارتفاع تكلفة المعيشة، أزمة السكن، تغير نمط البناء في القرى العربية إلى طوابق متعددة، دخول النساء إلى سوق العمل، وارتفاع نسب التعليم الأكاديمي بينهن.
كما لفت إلى تأثيرات العنف والجريمة على قرار الإنجاب، إضافة إلى رغبة جزء من الشباب في الهجرة.
وفي المقابل، أوضح الشيخ أن المجتمع اليهودي يشهد اتجاهًا مختلفًا، حيث ترتفع نسبة الخصوبة في عدة شرائح، بما في ذلك المتدينون والعلمانيون، بدافع اقتصادي واجتماعي.