أكد رجل الاصلاح الشيخ عقل الاطرش من النقب أن جريمة القتل التي وقعت صباح اليوم في بلدة تل السبع تعكس حالة خطيرة تتسع يومًا بعد يوم داخل المجتمع العربي.
وفي مداخلة هاتفية لبرنامج "الظهيرة حتى الآن"، أشار إلى أن تفشي العنف لم يعد مرتبطًا بخلافات عشائرية تقليدية كما كان في السابق، بل بات مرتبطًا بما وصفه بـ "عمليات تصفية حسابات تنتمي إلى العالم السفلي".
وتابع: "المجتمع يدفع ثمن فقدان مبادئه وقيمه الأخلاقية، ضياع الأخلاق يؤدي إلى نتائج نراها اليوم بوضوح ونلمسها في كل حادث مؤلم".
واعتبر الأطرش أن أحد أهم أسباب تفاقم الأزمة هو غياب التكاتف المجتمعي الذي كان يشكل ركيزة اساسية في مواجهة الخلافات واحتوائها.
رجل إصلاح واحد لا يكفي
وأوضح أن وجود رجل اصلاح واحد أو اثنين لم يعد كافيًا، لأن المرحلة تتطلب انخراطًا واسعًا من مختلف الكوادر المجتمعية، من أطباء ومحامين ورؤساء مجالس وشخصيات اعتبارية.
وتابع: "رجال العشائر الذين كانوا يحسمون الخلافات بكلمة واحدة ويضعون النقاط على الحروف فقدناهم، وهو ما ترك فراغًا خطيرًا تستغله جهات إجرامية".
وأشار الشيخ الأطرش إلى أن الجريمة التي شهدتها تل السبع اليوم ليست ثأرًا عشائريًا كما يظن البعض، بل جاءت نتيجة نزاعات اقتصادية بدأت صغيرة ثم تصاعدت إلى مستويات خطيرة.
وكشف أن ردود الفعل الأولية داخل النقب جاءت سريعة، إذ توقع الكثيرون مباشرة بعد الحادث أن تكون هناك سلسلة ردود فعل، وهو ما يزيد المخاوف من اتساع دائرة العنف.
الواقع مختلف
وحول إمكانية منع مثل هذه الأحداث مسبقًا، قال الأطرش إن الحل كان ممكنًا لو توافرت قيادات عشائرية حقيقية يمكن الحوار معها.
وتابع: "الواقع اختلف اليوم، الذين يقودون هذه النزاعات شباب لا يعون مفاهيم مثل العطوة والهدنة والدية، وهي المفاهيم التي كانت تشكل اساسًا لمعالجة النزاعات قديمًا، لغة الدم المنتشرة اليوم لا تترك مساحة لهذه الأدوات الإصلاحية".
وشدد على أن غياب القيادة المجتمعية من جهة، وضعف فاعلية الشرطة من جهة أخرى، يفتحان الباب أمام فوضى خطيرة يدفع ثمنها الأبرياء.
وأكد أن ما يؤلمه أكثر من وقوع الجرائم نفسها هو فقدان الشباب الذين يمكن التواصل معهم من أجل التهدئة والصلح، مما يجعل الوصول إلى حلول امرًا بالغ الصعوبة.