عقد مؤتمر لإشهار بحث جديد بعنوان "بين الدمج المبتور وسياسة الإسكات" يستعرض تجربة الطلاب الفلسطينيين في الجامعات الإسرائيلية خلال السنوات الأخيرة.
الدراسة تناولت التجارب الشخصية والجماعية للطلاب العرب، وأسست على مقابلات معمقة مع أكثر من 440 طالبًا وطالبة، واستطلاعات رأي ومجموعات نقاش داخل الجامعات المختلفة، لتسليط الضوء على سياسات التقييد والملاحقة، وبنى الهوية، والحريات الأكاديمية، وطبيعة العلاقات داخل الحرم الجامعي.
من جانبه، قال الباحث الدكتور خالد عنبتاوي إن البحث انطلق من ضرورة توثيق تجربة الطلاب العرب خلال السنتين الأخيرتين، خصوصًا في ظل حملة الملاحقة التي استهدفت الشباب الفلسطيني، ولا سيما الطالبات اللواتي يمثلن نسبة كبيرة من الطلاب العرب.
وأضاف في مداخلة هاتفية ضمن برنامج "يوم جديد"، على إذاعة الشمس، أن الإجراءات العقابية التي تعرض لها الطلاب في البداية كانت غالبًا غير قانونية، وتحولت الجامعات إلى بيئة تقييدية تقمع الطالب العربي، وهو ما أكدته نتائج الدراسة.
وأوضح عنبتاوي أن الدراسة توسعت لتشمل تجربة الطلاب العرب على مدى عشر سنوات، بما فيها برامج الدمج التي تمت خلال تلك الفترة، مشيرًا إلى أن الطلاب شعروا بدمج على المستوى الفردي، من خلال توفير دعم أكاديمي وتقني، مقابل إقصاء على المستوى الجماعي، إذ لم توفر الجامعات حماية لهويتهم الجماعية، بل شكلت أداة ضبط وملاحقة لهم.
وأضاف أن العديد من الطلاب فكروا في ترك الجامعة أو تجميد تعليمهم نتيجة الشعور بعدم الأمان.
وتطرق عنبتاوي إلى تصاعد ملاحقة الطلاب بعد أحداث معينة، مؤكدًا أن الحملة شملت التضييق على حرية التعبير والتعرض إلى إجراءات غير قانونية، مثل الطرد من السكن الطلابي أو فرض قيود على المشاركة السياسية.
ورغم ذلك، أشار إلى أن الدراسة كشفت استمرار الاستعدادية السياسية لدى الطلاب العرب، ووجود دعم واسع لإقامة لجان طلابية تشكل مساحات أمان داخل الجامعة للحفاظ على الهوية والممارسة السياسية.
واختتم الباحث حديثه بالتأكيد على أن حملة الإسكات على ما يبدو نجحت في الترهيب، لكنها لم تنجح في كسر إرادة الطلاب أو كبح نشاطهم السياسي، مما يعكس استمرار قدرة الشباب على مواجهة التحديات الأكاديمية والسياسية ضمن الجامعات الإسرائيلية.