قال المحلل السياسي الفلسطيني أحمد زكارنة إن الضفة الغربية ليست مقبلة على مرحلة جديدة بقدر ما هي مستمرة في مسار تصعيد متواصل.
وأشار إلى أن هذا التصعيد ليس مرتبطا فقط بالسابع من اكتوبر، بل يعود إلى كون الضفة مركزا للاستهداف ضمن المشروع الصهيوني الديني منذ عقود.
وأضاف في مداخلة ضمن برنامج "يوم جديد" على إذاعة الشمس، أن ما يجري اليوم لا يمكن فصله عن الساحات الاخرى، سواء ما يحدث في قطاع غزة أو التطورات الاقليمية، "أن المشهد برمته جزء من مشروع سياسي ايديولوجي بأدوات عسكرية واضحة".
وتابع: "المستوطنون يقومون بدور مواز للجيش، مستغلين انشغاله في غزة وساحات أخرى، ما أدى إلى تصاعد الاعتداءات في مناطق واسعة، خصوصا شمال الضفة مثل طوباس ومخيماتها وقرى محيطها".
وأضاف أن هذه المناطق باتت تشكل "حالة اختبار" لردود الفعل العربية والدولية، موضحا أن السيطرة على مناطق C التي تمثل نحو 78% من المساحة في طوباس، تشكل ركيزة رئيسية في مشروع الضم وتغيير الوقائع على الأرض.
استهداف الوعي الجمعي
وأكد زكارنة أن استهداف المخيمات في الضفة "ليس عملية عسكرية فقط، بل عملية تستهدف الوعي الجمعي وتضرب الذاكرة الفلسطينية لأنها تتصل بحق العودة بشكل مباشر".
وتابع: "الفلسطينيون يعيشون اليوم ظروفا معقدة وصعبة، وأقصى ما يمكن فعله هو الصمود، بينما تحاول السلطة الوطنية دعم هذا الصمود وفتح نوافذ دبلوماسية رغم محدودية الأدوات، إضافة إلى أن الضغط الاقتصادي جزء من المشهد، إذ حرم نحو 200 ألف عامل في الداخل من مصدر رزقهم منذ السابع من أكتوبر، إلى جانب تضييق الحركة، واستهداف مؤسسات المجتمع المدني، وما يجري عملية مركزة لضرب البنى التحتية للمجتمع".
وأشار إلى أن الضفة الغربية محاصرة اقتصاديا وجغرافيا، ما يخلق انعدام أفق لدى المواطن الفلسطيني، لكنه شدد على أن "الفلسطينيين رغم ذلك يتشبثون بالأمل ويعيدون اختراعه كل مرة"، محذرا من ان اغلاق الأفق قد يؤدي إلى موجة عمليات فردية لا ترتبط بالفصائل، وهي "ستكون معضلة أمنية كبيرة لأن أصعب ما تواجهه اسرائيل هو العمل الفردي غير المرتبط بتنظيمات".
وختم بالقول إن إسرائيل تسعى إلى ضرب الايدولوجيا الاجتماعية الفلسطينية، وخلق وقائع تمنع اي امكانية لفتح مسار سياسي يقود إلى دولة فلسطينية، مؤكدا أن الضفة الغربية ستبقى مركز المشروع الصهيوني ومحور ضغط مستمر على الفلسطينيين.