يرى الحقوقي مصطفى إبراهيم من قطاع غزة أن فتح معبر رفح ليس خطوة ذات طابع سياسي بالمعنى المتداول، بل يرتبط أولا بالمرضى والجرحى وطلاب العلم وكل من يحتاج بشكل حقيقي للخروج لأسباب إنسانية.
وأضاف في مداخلة ضمن برنامج "يوم جديد" على إذاعة الشمس: "الحديث عن إفراغ غزة من سكانها غير دقيق، لكن في المقابل هناك نيات اسرائيلية معلنة منذ سنوات بتهجير الفلسطينيين، إلى جانب رغبة عدد من الناس بالخروج مؤقتا هربا من الظروف المأساوية".
وأوضح أن فتح المعبر يجري حاليا في اتجاه واحد فقط، أي للخروج دون ضمانات للعودة، مشيرا إلى أن آلاف الفلسطينيين العالقين في الدول العربية سجلوا منذ شهر ونصف لدى السفارات للعودة، لكن المعبر اليوم لا يعمل في هذا الاتجاه.
وتابع: "عدد المرضى الذين خرجوا منذ بداية الحرب لا يتجاوز 8000 حالة، بينما تفيد التقديرات بوجود نحو 60 ألف مريض وجريح يحتاجون علاجا عاجلا في الخارج،أطفال يموتون يوميا نتيجة نقص العلاج، وهذا يجعل فتح المعبر للمرضى أولوية مطلقة".
كما تطرق إلى فئات أخرى تنتظر السفر، منها الطلاب الذين تعطلت دراستهم لعامين ومعظمهم يمتلك منحًا في دول عربية وأوروبية، موضحا أن هناك عشرات آلاف الطلاب الذين ينتظرون السفر لاستكمال تعليمهم، وهذه سمة ثابتة لدى الفلسطينيين.
سياسة التشديد مستمرة
وفي سياق متصل، أكد أن إسرائيل تتعامل مع غزة بسياسة تشديد مستمر، رغم مرور أكثر من خمسين يوما على وقف إطلاق النار، مشيرا إلى استمرار اطلاق النار والقذائف في المناطق الشرقية، والإبقاء على قيود مشددة على دخول المساعدات.
وقال: "الأمراض وسوء التغذية تتفاقم، وعدد الأطفال المصابين بالأنيميا يرتفع، بينما المرحلة الثانية من الاتفاق مجمدة بسبب الشروط الاسرائيلية المتعلقة بالسيطرة الامنية ونزع السلاح".
وختم بأن فتح المعبر جاء على الأرجح نتيجة ضغوط دولية وامريكية، لكن مستقبل الحركة من وإلى غزة ما زال مرتبطا بقرارات إسرائيل، وبما ستسفر عنه الاتصالات خلال الأيام المقبلة، خاصة مع التطورات السياسية المتعلقة بزيارة نتنياهو المتوقعة إلى واشنطن والانتخابات الإسرائيلية الوشيكة.