قال الدكتور محمود الأفندي، الخبير بالشأن الروسي، إن روسيا لا ترغب في السلام مع أوكرانيا قبل تحقيق أهدافها العسكرية الكاملة، مؤكّدًا أن خطة السلام المقترحة تعتمد على استسلام أوكرانيا أولًا ثم الوصول إلى تسوية.
وأضاف الأفندي في مداخلة ضمن برنامج "يوم جديد" على إذاعة الشمس، أن المبادرة العسكرية والسياسية حاليًا بيد روسيا، التي تسعى لاستعادة السيطرة على مناطق تاريخية في شرق أوكرانيا.
وأوضح الأفندي أن الواقع الميداني يشير إلى أن الجيش الأوكراني يواجه خطر الانهيار الكامل، وأن أي دعم خارجي، سواء من الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي، لن يكون قادرًا على تغيير مسار الأحداث على الأرض بشكل جوهري.
وأضاف أن روسيا مكتفية اقتصاديًا، ما يجعل الضغوط الغربية عليها غير مؤثرة، في حين تسعى الدول الأوروبية إلى "الخروج بماء الوجه" في هذا الصراع.
20 بند مقترح
وأشار الأفندي إلى أن المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا عبر الوسيط الأمريكي تشمل أكثر من عشرين بندًا مقترحًا، لكنها مرتبطة دائمًا بالواقع العسكري، إذ يرى أن السلام لن يتحقق إلا بعد انتصار أحد الأطراف واستسلام الطرف الآخر، موضحًا أن أي تسوية دون تحقيق أهداف عسكرية روسية ستؤدي إلى استمرار النزاع وتصعيده.
وأوضح أن روسيا تعتبر تدخلها في أوكرانيا "تحريرًا لشعبها" في شرق البلاد، مشيرًا إلى أن الاتفاقيات السابقة، مثل اتفاقية مينسك، لم تنفذ من قبل الجانب الأوكراني، ما دفع موسكو إلى فرض شروطها الحالية. واعتبر أن أي محاولة لتجميل الصراع أو فرض تسوية متساوية ستؤدي إلى استمرار النزاع وتهديد استقرار المنطقة.
وأكد الأفندي أن روسيا ماضية في سياستها العسكرية والسياسية، معتمدة على قوتها الاقتصادية وقدرتها على الصمود أمام الضغوط الدولية، وهو ما يجعل فرص السلام الفوري مع أوكرانيا محدودة للغاية في الوقت الراهن.