قتل جنديان من الجيش الأميركي، إلى جانب مترجم مدني يحمل الجنسية الأميركية، وأصيب آخرون من القوات الأميركية وقوات الأمن السورية، في هجوم مسلح استهدف وفدًا عسكريًا مشتركًا في مدينة تدمر بوسط سوريا، في حادثة وُصفت بأنها الأخطر من نوعها منذ عام.
ووفق وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، وقع الهجوم أثناء اجتماع الجنود الأميركيين مع قيادات محلية، في إطار تنسيق أمني ميداني داخل المدينة التاريخية.
كمين نفذه مسلح يُشتبه بانتمائه لتنظيم داعش
وأعلنت القيادة المركزية الأميركية أن الهجوم نُفّذ عبر كمين نفذه مسلح منفرد يُشتبه بانتمائه إلى تنظيم داعش، قبل أن يُقتل على يد قوات شريكة في الموقع.
في المقابل، أشار المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية، نور الدين البابا، إلى وجود تحذيرات مسبقة من قيادة الأمن الداخلي حول احتمالات خرق أمني أو هجمات للتنظيم في منطقة البادية، لافتًا إلى أن تلك التحذيرات لم تُؤخذ بعين الاعتبار من قبل قوات التحالف الدولي.
وأوضح البابا أن التحقيقات جارية للتثبت مما إذا كان منفذ الهجوم مرتبطًا تنظيميًا بداعش أو متأثرًا بأفكاره فقط، مؤكدًا أنه لا يملك أي ارتباط قيادي داخل الأمن الداخلي السوري ولا يُعد مرافقًا رسميًا للقيادة.
إصابة عنصرين من قوات الأمن السورية
وأكدت وكالة الأنباء السورية الرسمية سانا إصابة عنصرين من قوات الأمن السورية وعدد من أفراد القوات الأميركية، مشيرة إلى مقتل مطلق النار في مكان الحادث.
ونقل مسؤول عسكري، فضّل عدم الكشف عن هويته، أن إطلاق النار وقع داخل مقر تابع للأمن السوري في تدمر أثناء اجتماع ضباط سوريين وأميركيين، ما استدعى تدخلًا سريعًا لإخلاء المصابين.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
نقل المصابين إلى قاعدة التنف
وأضافت سانا أن مروحيات أميركية نقلت الجرحى إلى قاعدة التنف، حيث تنتشر قوات أميركية في إطار مهام التحالف الدولي.
ويأتي الهجوم في توقيت حساس، إذ تُعد هذه الحادثة الأولى من نوعها منذ الإطاحة بنظام بشار الأسد قبل عام، في ظل خطوات تقارب اتخذتها السلطات السورية الجديدة مع الولايات المتحدة خلال الأشهر الماضية.
ويرى المرصد السوري لحقوق الإنسان أن زيارة الوفد الأميركي تندرج ضمن استراتيجية أميركية لتعزيز الحضور في عمق البادية السورية، وهي منطقة لا تزال تشهد نشاطًا متقطعًا لخلايا “داعش”.
خلايا متفرقة لداعش في صحراء تدمر
وكان التنظيم قد سيطر على تدمر عامي 2015 و2016، مدمّرًا معالم أثرية ونفّذ إعدامات واسعة، قبل أن يخسر نفوذه لاحقًا إثر عمليات عسكرية متتالية بدعم دولي.
ورغم انهيار سيطرته الواسعة بحلول 2019، لا تزال خلاياه تنفذ هجمات متفرقة في الصحراء، ما يسلط الضوء على التحديات الأمنية المستمرة أمام التحالف الدولي والحكومة السورية على حد سواء.
اقرأ أيضا
لجنة أممية في القنيطرة لتوثيق انتهاكات والتوغلات الإسرائيلية المستمرة