حذّر مازن غنايم، رئيس اللجنة القطرية لرؤساء السلطات العربية ورئيس بلدية سخنين، من تداعيات تقليص الميزانيات المخصصة للمجتمع العربي، معتبرًا أن القرارات الحكومية الأخيرة تمثل مسًا مباشرًا بحقوق المواطنين العرب، وتكشف بوضوح أن المجتمع العربي بات خارج حسابات الحكومة الحالية.
وقال غنايم إن المشهد السياسي الحالي “مؤلم وخطير”، مشيرًا إلى تركيبة الحكومة الإسرائيلية، مضيفًا: “حين يكون إيتمار بن غفير مسؤولًا عن أمننا، فهذا بحد ذاته مصيبة، وحين تكون ماي غولان مسؤولة عن العدالة الاجتماعية لمعالجة البطالة والفقر، فهذه قمة المصائب”.
“المجتمع العربي بحاجة إلى مئة مليار شيكل”
وأكد غنايم أن المجتمع العربي يعاني فجوة تاريخية عميقة مقارنة بالمجتمع اليهودي، موضحًا أن “المجتمع العربي اليوم بحاجة إلى مئة مليار شيكل على الأقل من أجل تحقيق مساواة حقيقية”، منتقدًا في المقابل تخصيص 220 مليون شيكل فقط لمكافحة العنف والجريمة.
وأضاف: “يتحدثون عن محاربة العنف وجمع السلاح غير المرخص، ونحن منذ سنوات نقول إن أيدينا ممدودة، فليدخلوا إلى قرانا ومدننا ويجمعوا السلاح غير المرخص، لكن الواقع أن الميزانيات لا تعكس أي نية حقيقية لمعالجة الجريمة”.
وأشار إلى التناقض الصارخ في السياسات الحكومية، قائلًا: “حين اندلعت الحرب، تم رصد 300 مليار شيكل، واليوم لا يجدون 220 مليون شيكل لمكافحة العنف والجريمة في المجتمع العربي، وهذا إن دل على شيء، فإنه يدل على أن المجتمع العربي خارج حسابات حكومة نتنياهو”.
التوجه إلى المحكمة العليا
وحول الخطوات القادمة، أكد غنايم أن التوجه إلى القضاء بات الخيار الوحيد المتاح، بعد فقدان الثقة بالوعود الحكومية، قائلًا: “لم يعد أمامنا سوى التوجه إلى المحكمة العليا، لأن التعويل على تصريحات نتنياهو أو على هذه الخطة أصبح رهانًا خاسرًا”.
وأوضح أن اللجنة القطرية عقدت اجتماعًا عبر تقنية “زووم” مع ممثلين عن الحكم المحلي، برئاسة حاييم بيباس، لبحث الخطوات القانونية الممكنة لمواجهة القرار.
دعم من مركز السلطات المحلية
وأكد غنايم أن مركز السلطات المحلية يدعم التوجه القضائي، مشيرًا إلى أن “حاييم بيباس، إلى جانب الإدارة العامة في الحكم المحلي، يدعمون هذا الالتماس، لأنه مطلب عادل، وفي نهاية المطاف، إذا لم ننصف في المكاتب الحكومية، فربما ننصف في أروقة المحاكم”.
وختم غنايم بالقول إن اللجوء إلى القضاء هو “حق مشروع”، في ظل ما وصفه بتجاهل حكومي ممنهج لاحتياجات المجتمع العربي، مؤكدًا أن المعركة على الميزانيات هي معركة على العدالة والمساواة.