واصل الجيش الإسرائيلي، لليوم السابع والستين على التوالي، خرق اتفاقية وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بالتزامن مع استمرار الحصار ومنع إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية بالوتيرة المتفق عليها، ما فاقم الأوضاع المعيشية والإنسانية في مختلف مناطق القطاع.
تصعيد ميداني متواصل في عدة محاور
وشنت الطائرات الإسرائيلية سلسلة غارات جوية استهدفت مناطق متفرقة جنوب مدينة غزة وحي التفاح شرقي المدينة، تزامن ذلك مع قصف مدفعي مكثف وإطلاق نار كثيف.
كما طالت الاستهدافات المناطق الشرقية لمدينتي رفح وخانيونس جنوب القطاع، حيث نفذت القوات الإسرائيلية عمليات نسف واسعة لمبانٍ سكنية مدنية في رفح.
وتعرضت المنطقة الجنوبية من شارع الإقليمي جنوب غرب خانيونس لقصف مدفعي متواصل ترافق مع إطلاق نار كثيف من الآليات العسكرية، فيما استهدفت المدفعية الإسرائيلية مناطق شرقي مخيم البريج وسط القطاع، ما أدى إلى حالة من الذعر بين السكان والنازحين.
كارثة إنسانية تتفاقم بفعل الطقس
بالتوازي مع التصعيد العسكري، تتفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة نتيجة الأحوال الجوية القاسية. فقد تسببت الأمطار الغزيرة في غرق شوارع مخيم الشاطئ، فيما تطايرت خيام النازحين بفعل الرياح العاتية، ما زاد من معاناة آلاف العائلات التي تعيش دون مأوى آمن.
وأغرقت مياه الأمطار قسم الاستقبال في مستشفى الشفاء، رغم إعادة ترميم أجزاء منه بعد تضرره خلال الحرب السابقة، ما أثار مخاوف من تعطّل الخدمات الصحية في أحد أهم المرافق الطبية في القطاع.
تحذيرات أممية ومحلية
أ
علنت الأمم المتحدة أن إسرائيل تواصل عرقلة دخول المساعدات الإنسانية، محذرة من ارتفاع خطر تجمّد المواليد الجدد بسبب البرد ونقص وسائل التدفئة. كما حذر الدفاع المدني في غزة من احتمال انهيار آلاف المنازل المدمرة جزئيًا بفعل الأمطار والرياح.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني، محمود بصل، إن نقص المعدات الثقيلة والمضخات والوقود يحد من قدرة الطواقم على الاستجابة، داعيًا المجتمع الدولي إلى تحرك فوري لتوفير وسائل الإيواء والحماية.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
تطورات سياسية متزامنة
سياسيًا، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن 59 دولة أبدت استعدادها للمشاركة في قوة الاستقرار الدولية في غزة، مشيرًا إلى أن القوة تعمل فعليًا مع إمكانية انضمام دول أخرى لاحقًا. كما أوضح أن واشنطن ستبحث فيما إذا كان مقتل القيادي في كتائب القسام رائد سعد يشكل خرقًا لاتفاقية وقف إطلاق النار.
في ظل استمرار القصف، وتشديد الحصار، وتفاقم الظروف الإنسانية والمناخية، يواجه سكان قطاع غزة واحدة من أصعب المراحل في تاريخهم الحديث، وسط تحذيرات متزايدة من انهيار شامل للأوضاع المعيشية.
وأكد رئيس بلدية دير البلح في بيان صحفي أن «قطاع غزة بحاجة عاجلة إلى حلول بديلة عن الخيام، لحماية السكان من الشتاء القاسي، مشددًا على أن البيوت الآيلة للسقوط باتت تشكل خطرًا حقيقيًا على حياة المواطنين»، داعيًا الجهات الدولية إلى تحمل مسؤولياتها الإنسانية بشكل فوري.
طالع أيضًا: