شهدت الضفة الغربية والقدس، مساء اليوم الأحد، تصعيدًا ميدانيًا جديدًا تمثّل في إصابة فلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي، واعتداءات نفذها مستوطنون، إلى جانب اقتحامات واسعة طالت المسجد الأقصى وبلدة دورا جنوب الخليل، في سياق متواصل من الانتهاكات اليومية.
ففي شمال الضفة الغربية، أُصيب ثلاثة فلسطينيين جراء اعتداء نفذه مستوطنون في المنطقة الواقعة بين قريتي كفر قدوم شرق قلقيلية وبيت ليد شرق طولكرم.
نقل المصابين إلى المستشفى عقب تعرضهم للضرب
وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن طواقمها نقلت المصابين إلى المستشفى بعد تعرضهم للضرب.
ووفق مصادر محلية، هاجم مستوطنون المنطقة، قبل أن يتصدى لهم السكان، ما أدى إلى وقوع الإصابات، في مشهد بات يتكرر في القرى الفلسطينية القريبة من المستوطنات.
إصابة شابين برصاص الجيش في القدس
وفي محيط القدس، أُصيب شابان برصاص الجيش الإسرائيلي خلال محاولتهما اجتياز جدار الفصل العنصري في بلدة الرام شمال المدينة.
وأفاد الهلال الأحمر بإصابتين بالرصاص الحي، نُقلتا إلى المستشفى.
وتأتي هذه الحادثة ضمن سلسلة من الإصابات التي تُسجل بشكل شبه يومي قرب الجدار الفاصل، حيث يحاول فلسطينيون، غالبيتهم من العمال، عبوره بحثًا عن مصدر رزق داخل إسرائيل.
ارتقاء 44 عامل فلسطيني برصاص الجيش في الضفة منذ أكتوبر 2023
وبحسب معطيات الاتحاد العام لعمال فلسطين، ارتقى 44 عاملًا فلسطينيًا برصاص الجيش الإسرائيلي منذ بدء الحرب على غزة، كما اعتُقل أكثر من 32 ألف عامل، سواء داخل أماكن عملهم أو خلال محاولتهم الوصول إليها، حتى 28 تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
وفي القدس، اقتحم 917 مستوطنًا المسجد الأقصى المبارك خلال فترتي الاقتحامات الصباحية والمسائية، بحسب محافظة القدس، فيما دخل 420 سائحًا أجنبيًا عبر بوابة السياحة الخاضعة للسلطات الإسرائيلية.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
إبعاد حارس المسجد الأقصى لمدة 6 أشهر
كما أبعدت السلطات الإسرائيلية حارس المسجد الأقصى وهبي مكية عن عمله لمدة ستة أشهر.
وأشارت المحافظة إلى أن شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي شهد اقتحام 4266 مستوطنًا للمسجد، إضافة إلى أكثر من 15 ألف سائح.
وتأتي هذه الاقتحامات في ظل سياسة إسرائيلية متواصلة منذ عام 2003، سمحت بموجبها الشرطة الإسرائيلية للمستوطنين بدخول الأقصى بشكل أحادي، رغم اعتراضات دائرة الأوقاف الإسلامية.
ومنذ تولي إيتمار بن غفير حقيبة الأمن القومي أواخر 2022، تصاعدت الانتهاكات في المسجد، بمشاركة وزراء ونواب من اليمين الإسرائيلي.
وزيرة الاستيطان تقتحم دورا وتشارك في احتفال استيطاني
وفي جنوب الضفة الغربية، اقتحمت وزيرة الاستيطان الإسرائيلية أوريت ستروك، برفقة عشرات الجنود والمستوطنين، بلدة دورا جنوب الخليل، وشاركت في احتفال استيطاني بمناسبة عيد الأنوار اليهودي “حانوكاة” على قمة جبل طاروسة غرب البلدة.
وأفاد شهود عيان بأن الجيش أغلق طريقًا حيويًا يربط دورا ببلدتي دير سامت وبيت عوا، ومنع حركة الأهالي لساعات طويلة، كما أجبر أصحاب المحال التجارية على إغلاقها على طول مسار الموكب العسكري.
وتُظهر مقاطع مصورة ستروك وهي تلقي كلمة خلال الاحتفال، الذي أُقيم في موقع كان يُستخدم سابقًا معسكرًا للجيش الإسرائيلي خلال الانتفاضتين، قبل إخلائه.
ورغم ذلك، ظل الموقع عرضة لاقتحامات متكررة، كان آخرها الأوسع من حيث عدد المشاركين.
شرعنة 69 بؤرة استيطانية في الضفة الغربية
ويأتي هذا الاقتحام بعد ساعات من إعلان وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش شرعنة 69 بؤرة استيطانية في الضفة الغربية منذ تشكيل الحكومة الحالية، واصفًا الخطوة بأنها “رقم قياسي”.
ووفق هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، نفذ المستوطنون 621 اعتداء في الضفة خلال شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي فقط.
وبالتوازي مع الحرب الإسرائيلية على غزة منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023، صعّد الجيش والمستوطنون اعتداءاتهم في الضفة الغربية، ما أسفر عن ارتقاء أكثر من 1102 فلسطيني، وإصابة نحو 11 ألفًا، واعتقال ما يزيد على 21 ألف شخص، في ظل تصاعد غير مسبوق للعنف والانتهاكات.
اقرأ أيضا
تقرير التأمين الوطني.. نموّ الأجور في إسرائيل وتفاوت حاد بمستويات الدخل