محادثات ميامي تختبر فرص السلام بأوكرانيا بين تفاؤل واشنطن وكييف وتشدد موسكو

shutterstock

shutterstock

رحب الوفدان الأميركي والأوكراني، في بيان مشترك صدر الأحد، بما وصفاه بالتبادلات المثمرة والبناءة التي جرت خلال مفاوضات استضافتها مدينة ميامي الأميركية، بمشاركة حلفاء أوروبيين، في إطار المساعي الدبلوماسية المتواصلة لإنهاء الحرب الروسية على أوكرانيا.


وجاء في البيان، الذي نشره ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترامب، إلى جانب رستم عمروف كبير المفاوضين الأوكرانيين، أن الاجتماعات التي امتدت على مدى ثلاثة أيام في ولاية فلوريدا شهدت نقاشات معمّقة حول سبل دفع مسار التسوية السياسية.


الوفد الأوكراني عقد سلسلة لقاءات مع شركائه الأميركيين والأوروبيين


وأكد البيان أن الوفد الأوكراني عقد سلسلة لقاءات مع شركائه الأميركيين والأوروبيين، تناولت الخطوط العامة لخطة السلام التي تعمل واشنطن على بلورتها منذ أسابيع، مشيراً إلى أن المباحثات عكست تقارباً في الرؤى بشأن الحاجة إلى وقف الحرب وضمان أمن أوكرانيا واستقرار أوروبا.


وفي المقابل، خفّض الكرملين سقف التوقعات، مبدياً تشككه في فرص نجاح محادثات ميامي، ومعتبراً أن التعديلات المطروحة على الخطة الأميركية «غير مقبولة» من وجهة نظر موسكو.


مسودة أميركية لإنهاء النزاع


وكانت الولايات المتحدة قد قدمت، الشهر الماضي، مسودة خطة من 28 نقطة لإنهاء النزاع، إلا أن كييف وعدداً من العواصم الأوروبية رأت في نسختها الأولى انحيازاً نسبياً للمطالب الروسية، قبل إدخال تعديلات عليها عقب مشاورات مكثفة مع الجانب الأوكراني والاتحاد الأوروبي.


غير أن موسكو أوضحت أن هذه التعديلات لا تغيّر جوهر موقفها، ووصفتها بأنها غير بنّاءة، استناداً إلى ما تسرّب منها للإعلام.


وأعلن الكرملين أن مبعوثه، كيريل دميتريف، موجود في الولايات المتحدة حصراً لتسلّم التعديلات ونقلها إلى القيادة الروسية، نافياً وجود أي تحضير لمفاوضات ثلاثية تجمع موسكو وواشنطن وكييف.


ولمتابعة كل ما يخص"عرب 48" يمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام


وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إن مهمة دميتريف تقتصر على تلقي المعلومات المتعلقة بما أعده الأميركيون والأوروبيون، مؤكداً أنه لا يحمل أي رسالة جديدة من الرئيس فلاديمير بوتين.


وفي هذا السياق، بثّت وسائل إعلام روسية رسمية لقطات لوصول دميتريف إلى نادي شيل باي الفاخر للغولف في ميامي، المملوك لستيف ويتكوف، في مشهد عكس الطابع غير التقليدي للمباحثات الجارية.


تفاصيل اليوم الثالث في الولايات المتحدة


في المقابل، أوضح رستم عمروف، عبر منصات التواصل الاجتماعي، أن اليوم الثالث من الاجتماعات في الولايات المتحدة يتضمن لقاءات إضافية مع الجانب الأميركي، بمشاركة رئيس أركان الجيش الأوكراني أندري غناتوف.


ورغم شحّ المعلومات حول النسخة النهائية من الخطة، تشير تقديرات دبلوماسية إلى أن كييف قد تُطالب بتنازلات إقليمية محدودة مقابل ضمانات أمنية أميركية وأوروبية طويلة الأمد، وهو ما يظل موضع نقاش حاد داخل أوكرانيا.


وكان من المقرر أن يجتمع المبعوثان الروسي والأوكراني، كلّ على حدة، مع ويتكوف وصهر ترامب، جاريد كوشنر، بعد رفض موسكو فكرة اللقاءات الثلاثية، فيما أكدت كييف حضور ممثلين أوروبيين في ميامي.


محادثات بناءة وتسير بوتيرة سريعة


ووصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي المحادثات بأنها بنّاءة وتسير بوتيرة سريعة نسبياً، لكنه حذّر من أن نجاحها مرهون بمدى استعداد روسيا لإنهاء الحرب فعلياً.


الإشارات القادمة من موسكو لا تزال سلبية


وقال في منشور على إكس إن الإشارات القادمة من موسكو لا تزال سلبية، مشيراً إلى استمرار الهجمات على طول خط المواجهة، ووقوع ما وصفها بجرائم حرب وضربات متواصلة على البنية التحتية الأوكرانية.


وأوضح زيلينسكي أن روسيا أطلقت خلال أسبوع واحد فقط نحو 1300 طائرة مسيّرة هجومية، وأكثر من 1200 قنبلة جوية موجهة، وتسعة صواريخ متنوعة، استهدفت خصوصاً منطقة أوديسا على البحر الأسود، متسببة بدمار واسع في الموانئ والجسور ومنشآت الطاقة، وموقعة قتلى وجرحى.


كما تحدث عن محاولات روسية لاختراق منطقة سومي الشرقية، التي كانت بعيدة نسبياً عن العمليات البرية المكثفة، مع اتهام موسكو بتهجير قسري لعشرات المدنيين.


في المقابل، أشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة، بما قال إنها مكاسب ميدانية حققها الجيش الروسي على الجبهة الشرقية، مهدداً بمزيد من التقدم خلال الأسابيع المقبلة.


وأكد أن قواته تتقدم على امتداد خط التماس، معتبراً أن العام الجاري قد يشهد نجاحات إضافية.


الكرملين فتح الباب أمام احتمال استئناف الحوار مع باريس


دبلوماسياً، فتح الكرملين الباب أمام احتمال استئناف الحوار مع باريس، إذ أعلن بيسكوف أن بوتين مستعد للتحدث مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشأن النزاع.


ورحّب الإليزيه علناً بهذه الإشارة، مشدداً على أن أي تواصل مع موسكو سيكون بالتنسيق الكامل مع كييف والشركاء الأوروبيين.


وتأتي هذه التحركات في ظل توتر شديد بين روسيا والقوى الأوروبية الكبرى، وسط مخاوف متبادلة وانعدام ثقة، بينما يرى قادة أوروبيون أن إعادة فتح قنوات التواصل قد تكون ضرورية لدعم المسار السياسي، ومنع إطالة أمد أكثر النزاعات دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.


اقرأ أيضا

انتقادات قانونية حادة لمشروع لجنة تحقيق قومية في فشل 7 أكتوبر

يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

phone Icon

احصل على تطبيق اذاعة الشمس وكن على
إطلاع دائم بالأخبار أولاً بأول

Download on the App Store Get it on Google Play