أعربت اللجنة المحلية الشعبية في شقيب السلام عن استنكارها الشديد للحملة الأخيرة من هدم المباني في قرية السر، ووصفت ما جرى بأنه جريمة متكررة تستهدف حقوق السكان في الأرض والمسكن.
جاء هذا البيان كرد فعل فوري على هدم منازل العشرات من الأهالي، مما أدى إلى تهجير عدد كبير من العائلات وتركهم بلا مأوى وسط ظروف صعبة، خاصة للأطفال والنساء والشيوخ والمرضى الذين باتوا ينامون في العراء وسط برودة الطقس وانتشار الحشرات.
ولمزيد من التفاصيل كانت لنا ضمن برنامج "أول خبر" مداخلة مع هشام أبو عاذرة، رئيس اللجنة المحلية، الذي تحدث عن الحالة الكارثية التي يعيشها الأهالي بعد موجة هدم المنازل الأخيرة.
النساء والشيوخ ينامون في العراء
يقول أبو عاذرة إن الأطفال والنساء والشيوخ والمرضى ينامون الآن في العراء وسط برودة الطقس وغياب أبسط مقومات الحياة مثل الماء والطعام، في مشهد يعكس حجم الألم والمعاناة التي لا توصف.
ويصف الوضع الحالي بأنه "جريمة وراء جريمة"، حيث يواجه السكان سياسة ممنهجة للتهميش والتهجير، متهمًا الحكومة برئاسة بنيامين نتنياهو بأنها تسعى إلى اقتلاعهم من أراضيهم عبر هدم المنازل بشكل يومي.
وأضاف أن عمليات الهدم تتكرر يومياً، حيث تم هدم عشرات المنازل خلال الأيام الأخيرة، مما ترك آلاف الأشخاص مشتتين بين أقاربهم ومناطق أخرى، بلا حلول أو بدائل حقيقية.
إضراب عام في شقيب السلام
ورغم هذه الظروف الصعبة، أكد رئيس اللجنة أن السكان مصرون على الحفاظ على حقوقهم وواصلوا إضراب المدارس والمظاهرات المقررة أمام الدوار الحكومي في بير السبع، مطالبين بوقف هدم المنازل والاعتراف بحقوقهم الأساسية في السكن والكرامة.
يشرح هشام أن هدم المنازل يشكل خطة ممنهجة لتهجير البدو من النقب، مشيراً إلى مواقف المسؤولين الذين يتفاخرون بهدم البيوت وتفريق العائلات، ضمن حسابات انتخابية لزيادة الأصوات المتطرفة. ويقول هشام وهو يعيش بدوره خارج منزله منذ ستة أشهر بعد هدم بيته: "أنا واحد منهم، عشت في العراء، نعيش في الشتات، وحالنا يرثى له".
مقتل 3 أشقاء في جريمة إطلاق نار
ورغم وقوع جريمة إطلاق نار راح ضحيتها 3 أشقاء في شقيب السلام صباح اليوم، أكد أبو عاذرة أن الإضراب والاحتجاجات مستمران ولن يتوقفا حتى تحقيق المطالب.
وأبدى كذلك غضبه من تقاعس الشرطة في مواجهة الجريمة، مشيراً إلى أن القتل المنتشر في المجتمع العربي لا يُحاكم بشكل حقيقي، حيث تبقى القضايا مفتوحة والقتلة طلقاء، مما يزيد من تفاقم شعور العجز واليأس لدى الأهالي.
وكانت قد أكدت اللجنة في بيانها أن الهدم ليس عملية عادية، بل مخطط ممنهج يقضي على مستقبل البلدات العربية في النقب، ويحرم سكانها من حقهم في العيش الكريم على أراضيهم. وأوضحت أن هذا التدمير المتعمد هو جزء من سياسة بنية تهدف إلى تفتيت النسيج الاجتماعي وهدم المجتمعات العربية.
