حذر حسني مهنا، الناطق باسم بلدية غزة، من تفاقم الأوضاع الإنسانية في القطاع نتيجة المنخفض الجوي العميق الذي ضرب غزة خلال اليومين الماضيين.
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "يوم جديد" على إذاعة الشمس، أن عشرات الخيام غرقت، فيما تطايرت أخرى، مع ارتفاع منسوب المياه في العديد من المناطق، ما أدى إلى صعوبة حركة فرق الطوارئ وانقطاع الطرق.
وتابع: "فرق الطوارئ تعمل على مدار الساعة للتخفيف من حدة الأضرار، لكنها تواجه تحديات كبيرة نتيجة نقص المعدات والآليات، وحجم الدمار الكبير في البنية التحتية، وانهيار منظومة التصريف بشكل شبه كامل".
واستطرد: "ما حدث خلال العامين الماضيين، والتدمير الذي شهده القطاع بسبب الحرب أكبر من قدرة البلديات على التعامل مع الوضع".
تدمير شبه كامل لمنظومة الصرف الصحي
وأوضح مهنا أن تدمير أكثر من 220 ألف متر طولي من شبكة الصرف الصحي و15 ألف متر طولي من شبكة مياه الأمطار، بالإضافة إلى تدمير مضخات رئيسية، أدى إلى اختلاط مياه الأمطار بمياه الصرف الصحي، ما يشكل تهديداً صحياً مباشراً للسكان، خاصة في الخيام ومراكز الإيواء والمناطق المنخفضة، ويزيد خطر انتشار الأمراض.
وأشار إلى أن عدد سكان الخيام في مدينة غزة يقدر بأكثر من 750 ألف مواطن يعيشون في نحو 125 ألف خيمة، معظمها مهترئة ولا توفر حماية من الأمطار أو البرد، مؤكداً أن هذه الخيام لم تعد تشكل بديلاً مناسباً للسكن، بل أصبحت مصدر معاناة إضافية للنازحين.
وشدد مهنا على الحاجة الماسة إلى فتح المعابر لإدخال الخيام والبيوت المؤقتة ومواد الإغاثة الأساسية، بما فيها وسائل التدفئة والملابس والأغطية، لتوفير الاستقرار المؤقت للعائلات.
وفي ختام حديثه، أشار إلى أن الخيارات الحالية غير كافية لمواجهة هذه الأزمة الإنسانية الحادة، وأن الوضع لن يتحسن إلا بإعادة إعمار القطاع ومعالجة البنية التحتية المدمرة.