على مدار العقود الماضية، ظل فيروس الإيدز أحد أخطر التحديات الصحية التي تواجه البشرية.
هذا العدو الخفي، الذي يستهدف جهاز المناعة بشراسة، يواصل إثارة الرعب والقلق حول العالم، وبينما لا يزال العلماء يسعون جاهدين لإيجاد لقاح فعال وعلاج شافٍ، تتضح أهمية الوعي والفهم العميق لهذا المرض الفتاك.
وفي هذا المقال، سنكشف الستار عن الحقائق المثيرة حول مرض الإيدز، ونستعرض الأسباب والعوامل التي تزيد من خطر الإصابة، بالإضافة إلى الطرق الفعالة للوقاية والعلاج.
ما هو مرض الإيدز ؟
الإيدز هو مرض مزمن يشكل خطرًا على الحياة وينتج عن فيروس يسبب ضعفًا في الجهاز المناعي لدى البشر.
أعراض مرض الإيدز
تختلف أعراض الإيدز من حالة إلى أخرى وتعتمد على المرحلة التي وصل إليها المرض.
1- أعراض المرحلة المبكرة من الإصابة
في المراحل الأولى بعد التعرض لفيروس الإيدز، قد لا تظهر أي أعراض أو علامات.
ومع ذلك، الشائع هو ظهور أعراض مشابهة لأعراض الإنفلونزا، وتختفي عادة بعد أسبوعين إلى أربعة أسابيع من التعرض للفيروس.
قد تشمل الأعراض الآتي:
1- ارتفاع درجة حرارة الجسم.
2- انتفاخ الغدد الليمفاوية.
3- الطفح الجلدي.
ويمكن أن ينقل المصاب الفيروس حتى دون ظهور أعراض عليه، حيث يبدأ الفيروس بالتكاثر داخل الغدد الليمفاوية ويدمر خلايا الدم البيضاء المسؤولة عن تنظيم الجهاز المناعي.
2- أعراض المرحلة المتقدمة من الإصابة
قد لا يعاني المصاب من أي أعراض واضحة لفترة تتراوح بين سنة وتسع سنوات أو أكثر.
خلال هذه الفترة، يستمر الفيروس في التكاثر وتدمير خلايا الجهاز المناعي، مما يؤدي إلى ظهور أعراض مزمنة مثل:
1- انتفاخ الغدد الليمفاوية.
2- إسهال.
3- فقدان الوزن.
4- ارتفاع درجة حرارة الجسم.
5- سعال.
6- ضيق في التنفس.
3- أعراض المراحل الأخيرة من الإصابة
بعد عشر سنوات أو أكثر من التعرض للفيروس، تظهر الأعراض الأكثر خطورة، وتعرف الحالة بمرض الإيدز.
وفقًا لتعريف مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة عام 1993، يعتبر الشخص مصابًا بالإيدز إذا تواجد الفيروس في الجسم.
وظهرت نتيجة الفحوصات إيجابية لأضداد الفيروس في الدم، بالإضافة إلى ظهور واحدة من الأعراض التالية:
1- عدوى انتهازية مثل الالتهاب الرئوي
2- تعداد الخلايا الليمفاوية التائية يكون 200 أو أقل (القيمة الطبيعية تتراوح بين 800 - 1200).
4- أعراض الإيدز لدى الأطفال
تشمل أعراض الإيدز لدى الأطفال:
1- مشاكل في زيادة الوزن.
2- مشاكل في النمو.
3- مشاكل في المشي.
4- تباطؤ النمو العقلي.
5- الإصابة بأمراض الالتهاب الشائعة مثل التهابات الأذنين، التهاب الرئتين، والتهاب اللوزتين.
أسباب وعوامل الخطورة
1- الاتصال الجنسي، هو السبب الرئيسي لانتقال عدوى فيروس.
حيث يمكن الإصابة بالفيروس من خلال الاتصال الجنسي المهبلي أو الفموي أو الشرجي مع شريك حامل للفيروس.
ويدخل الفيروس الجسم عبر السوائل مثل الدم، المني، أو الإفرازات المهبلية.
بالإضافة إلى ذلك استخدام الألعاب الجنسية المشتركة بدون تنظيف أو تغليف بعازل ذكري نظيف يمكن أن ينقل الفيروس.
النساء اللواتي يستخدمن مبيد المني أكثر عرضة للإصابة لأن هذا المبيد يسبب تهيج الغشاء المخاطي للمهبل، مما يؤدي إلى شقوق تسهل دخول الفيروس.
2- العدوى من دم ملوث
في بعض الحالات، يمكن أن ينتقل فيروس الإيدز من خلال الدم أو مشتقاته التي تُعطى عن طريق الحقن الوريدي.
منذ عام 1985، تقوم المستشفيات وبنوك الدم بفحص الدم المتبرع به للكشف عن أية أضداد لفيروس الإيدز، مما قلل بشكل كبير من خطر انتقال الفيروس عبر النقل الوريدي.
3- إبر الحقن
ينتقل فيروس الإيدز بسهولة عبر الإبر أو الحقن الملوثة بالدم الملوث.
استخدام أدوات مشتركة للحقن يزيد من خطر التعرض للفيروس.
والوقاية الأفضل هي الامتناع عن استخدام المخدرات المحقونة، أو استخدام أدوات حقن لمرة واحدة ومعقمة.
4- وخزة إبرة عرضية
احتمال انتقال فيروس الإيدز بين حاملي الفيروس وبين الطاقم الطبي عبر وخزة إبرة عرضية ضئيل جدًا، ويقدر المختصون هذا الاحتمال بنسبة تقل عن 1%.
5- انتقال الفيروس من الأم إلى الطفل
تشير الإحصائيات إلى أن حوالي 600,000 طفل يصابون بفيروس الإيدز سنويًا، إما خلال الحمل أو عبر الرضاعة.
خطر انتقال الفيروس للجنين ينخفض بشكل كبير عند تناول الأم علاجات مضادة للفيروس خلال الحمل.
وفي الولايات المتحدة، تخضع غالبية النساء لفحوصات مبكرة لاكتشاف الفيروس وتتوفر لهن علاجات للفيروسات القهقرية.
وفي الدول النامية، الوعي والإمكانيات العلاجية غالبًا ما تكون محدودة، مما يزيد من خطر انتقال الفيروس.
6- طرق أخرى لانتقال العدوى
يمكن أن ينتقل فيروس الإيدز في حالات نادرة عبر زراعة الأعضاء أو الأنسجة، أو عبر أدوات عمل طبيب الأسنان إذا لم يتم تعقيمها بشكل صحيح.
علاج مرض الإيدز
1- أدوية مضادة للفيروسات القهقرية (Anti-retroviral drugs)
تعمل هذه الأدوية على كبح نمو وتكاثر فيروس الإيدز في مراحل مختلفة من دورة حياته، تتوفر في عدة مجموعات مختلفة:
1- مثبّطات إنزيم المنتسخة العكسية المضاهئ للنوكليوزيد (Nucleoside analog reverse-transcriptase inhibitors - NARTIs or NRTIs).
2- مثبطات البروتياز (Protease inhibitors - PIs).
3- مثبّطات إنزيم المنتسخة العكسية اللا نوكليوزيدية (Non-nucleoside reverse-transcriptase inhibitors - NNRTIs).
4- مثبّطات إنزيم المنتسخة العكسية النوكليوزيدية (Nucleoside reverse-transcriptase inhibitors - NtRTIs).
5- مثبطات الاندماج (Fusion inhibitors).
6- مثبطات الإنزيم المدمج أو مثبطات الاندماج بالمادة الوراثية (Integrase inhibitors).
2- الاستجابة لعلاج الإيدز
تُقاس فعالية العلاج من خلال مستوى الحمل الفيروسي في الدم (Viral load) للمريض.
يُفترض قياس الحمل الفيروسي عند بدء المعالجة الدوائية ثم بشكل دوري كل ثلاثة أشهر.
في حالات خاصة، يمكن إجراء الفحوصات بفترات أقرب.
3- طرق جديدة لعلاج الإيدز
توجد أدوية جديدة تحت الاختبار والتطوير لمعالجة الأعراض الجانبية لفيروس نقص المناعة البشري أو الإيدز في مراحل مختلفة من التجارب في المختبرات.
4- الوقاية من مرض الإيدز
لا يتوفر حتى الآن لقاح فعال للوقاية من فيروس الإيدز، ولا يوجد علاج شافٍ للمرض.
ومع ذلك، يمكن لكل شخص وقاية نفسه والآخرين من الإصابة بفيروس الإيدز من خلال التعرف على المرض وفهمه والامتناع عن التعرض لإفرازات ملوثة بالفيروس مثل الدم، المني، الإفرازات المهبلية، وحليب الأم.
نصائح للوقاية من الإصابة بالمرض لغير المصابين
الأشخاص غير المصابين بمرض الإيدز يمكنهم الاستفادة من النصائح التالية للوقاية من الفيروس:
1- التوعية الذاتية وإرشاد الآخرين: ضرورة فهم مرض الإيدز ونشر الوعي حوله.
2- الوعي بحالة الشريك: التأكد من حالة الشريك الجنسية فيما يتعلق بفيروس الإيدز.
3- استخدام العازل الذكري: ضرورة استعمال عازل ذكري جديد عند إقامة علاقة جنسية.
4- فحص إمكانيات الختان للذكور: النظر في فوائد الختان كوسيلة للحد من خطر الإصابة.
5- استعمال حُقن نظيفة: استخدام الإبر والحقن المعقمة فقط.
6- الحذر عند التعامل مع مشتقات الدم: توخي الحذر عند استخدام مشتقات الدم من دول معينة.
7- إجراء فحوصات دورية: القيام بفحوصات دورية للكشف عن المرض.
8- الابتعاد عن اللامبالاة: تجنب اللامبالاة تجاه المخاطر المحتملة.
طالع أيضًا