يُعد الشوفان من الأطعمة التي يحرص العديد من مرضى ضغط الدم على تناولها يوميًا، نظرًا لما يوفره من فوائد صحية متعددة بالإضافة إلى مذاقه اللذيذ.
لكن يبقى السؤال: ما مدى تأثير تناول الشوفان المنتظم على مستويات ضغط الدم؟
تأثير الشوفان على ضغط الدم
تشير الدراسات إلى أن تناول ما يقرب من ثلثي كوب إلى كوب واحد من دقيق الشوفان يوميًا بانتظام يُمكن أن يساهم في خفض ضغط الدم، خصوصًا لدى المصابين بارتفاعه.
ويكون هذا التأثير أوضح عند استبدال الحبوب المكررة مثل الخبز الأبيض أو الأرز بالشوفان ضمن النظام الغذائي، حتى وإن بقي إجمالي السعرات الحرارية ثابتًا.
للحصول على نتائج ملموسة، يُنصح بتناول الشوفان معظم أيام الأسبوع لمدة لا تقل عن 8 أسابيع.
كيف يساعد الشوفان في خفض ضغط الدم؟
يرتبط انخفاض ضغط الدم غالبًا بالضغط الانقباضي (الرقم الأعلى في قراءة الضغط)، ويقدر الانخفاض المتوسط بحوالي 2-3 ملم زئبق.
قد يبدو هذا الانخفاض طفيفًا، لكنه يقلل بشكل ملحوظ من خطر الإصابة بأمراض القلب، السكتة الدماغية، ومشاكل الكلى على المدى الطويل، خاصةً عند دمجه مع نمط حياة صحي.
دور الألياف "بيتا جلوكان" في الشوفان
الشوفان غني بنوع من الألياف القابلة للذوبان يسمى "بيتا جلوكان"، وهو المسئول الرئيسي عن تأثيراته الصحية.
عند تناوله، يتحول بيتا جلوكان إلى مادة هلامية داخل الجهاز الهضمي، مما يبطئ امتصاص العناصر الغذائية، بما في ذلك السكريات.
هذا التباطؤ يساعد في تنظيم مستويات السكر في الدم ويقلل من مقاومة الأنسولين المرتبطة بارتفاع ضغط الدم.
الشوفان والكوليسترول وتأثيره على الأوعية الدموية
يرتبط بيتا جلوكان أيضًا بالأحماض الصفراوية داخل الأمعاء، مما يشجع الجسم على التخلص منها. ولتعويض ذلك، يسحب الجسم الكوليسترول، وخصوصًا الكوليسترول الضار (LDL)، من الدم.
يؤدي انخفاض مستويات LDL إلى تحسين وظيفة الأوعية الدموية وتقليل الضغط على الجهاز القلبي الوعائي.
تعزيز المناعة وتقليل الالتهابات عبر بكتيريا الأمعاء النافعة
كما يُغذي بيتا جلوكان البكتيريا النافعة في الأمعاء، والتي تنتج أحماضًا دهنية قصيرة السلسلة ومركبات أخرى تقلل الالتهاب، تعزز المناعة، وتسهم في تنظيم ضغط الدم بشكل صحي ومستدام.
طالع أيضًا
