داخل ظلام الرحم وسكونه، تتكون معجزة فريدة من نوعها، قد يبدو العالم داخل الرحم هادئًا وساكنًا، ولكن هل يمكنك أن تتخيل أن هذا الهدوء يخفي عالمًا من الأصوات التي تبدأ في رسم ملامح حياة جديدة.
تبدأ رحلة السمع لدى الجنين قبل أن يرى النور، حيث يتعرف على الأصوات المحيطة به ويتفاعل معها بطرق مذهلة، فكيف تؤثر هذه الأصوات على نمو الجنين؟ وما الدور الذي تلعبه الموسيقى في تكوين تجربته السمعية؟
البيئة الصوتية داخل الرحم: هل هي هادئة كما نظن؟
الرحم يُعتبر بيئة هادئة ومظلمة، ولكن مستوى الصوت داخل الرحم يتراوح بين 50 و 60 ديسيبل، هذا المستوى الصوتي يماثل صوت محادثة هادئة.
على الرغم من هذا الهدوء النسبي، تبدأ حاسة السمع لدى الجنين في التطور منذ الأسبوع الثالث من الحمل، بحلول الأسبوع السادس عشر، يصل تطور حاسة السمع إلى مستوى يمكن الجنين من الاستجابة للأصوات الخارجية.
الجنين: مستمع متفاعل
الأجنة لديهم القدرة على سماع وتمييز الأصوات المحيطة بهم، في الأسبوع الثالث والعشرين من الحمل، يبدأ الجنين في سماع الضوضاء الخارجية، بما في ذلك صوت نبضات قلب الأم وتدفق الدم في الشرايين.
مع نمو الجنين، يبدأ في تكوين تفضيلات موسيقية خاصة، حيث يستجيب لحركات إيقاعية معينة أو يهدأ عند سماع نغمات مريحة.
هذه التفاعلات المبكرة مع الموسيقى تُسهم في تطوير حاسة السمع والقدرة على التمييز بين الأصوات المختلفة.
فوائد الموسيقى للأم والجنين
لا تقتصر فوائد الموسيقى على الجنين فقط؛ بل تمتد لتشمل الأم أيضا، استماع الأم إلى الموسيقى المريحة يُسهم في استرخائها وتقليل مستويات التوتر والقلق، مما ينعكس بشكل إيجابي على صحة الجنين.
كذلك، يُسهم الغناء للأجنة في تعزيز الرابطة العاطفية بين الأم وطفلها، مما يخلق بيئة آمنة ومستقرة للنمو.
طالع أيضًا