في عالم مليء بالضغوطات اليومية، يمكن أن يظهر القلق كضيف غير مدعو، يختبئ خلف تفاصيل الحياة العادية.
ولكن، ماذا لو كان القلق ليس مجرد نتيجة للضغوط النفسية، بل علامة على مشكلة أعمق في جسمك؟ ماذا لو كان هذا الشعور المزعج هو مؤشر على مرض عضوي لم يتم اكتشافه بعد؟
إلى جانب التأثيرات النفسية والصدمات التي قد يمر بها الفرد، هناك أمراض عضوية قد تؤدي إلى اضطراب القلق، خاصة في مرحلة المراهقة.
بشكل عام، يُعتبر اضطراب القلق من أكثر المشاكل النفسية شيوعاً، وقد تتعدد أسباب الإصابة به.
الأمراض العضوية التي قد تسبب اضطراب القلق
وفقاً لموقع (Cleveland Clinic)، يمكن أن يظهر اضطراب القلق فجأة في مرحلة المراهقة، مما قد يشير إلى وجود بعض الأمراض العضوية.
إذا كنت تعاني من اضطراب القلق دون معرفة السبب الحقيقي، فقد تكون الأسباب التالية هي السبب:
1- الأورام:
قد تؤدي بعض الأورام السرطانية في المخ إلى ظهور أعراض نفسية مثل نوبات القلق والهلوسة، بالإضافة إلى أعراض جسدية أخرى.
كما يمكن أن تؤدي أورام الغدة الكظرية إلى زيادة إفراز الأدرينالين، مما قد يثير القلق ويصاحبه صداع.
2- الغدة الدرقية:
تعتبر مشكلات الغدة الدرقية، سواء فرط النشاط أو قلة النشاط، من الأسباب الرئيسية لنوبات القلق.
تشمل الأعراض: الأرق، صعوبة النوم، الرعشة، عدم تحمل الحرارة، وفقدان الوزن أو زيادته.
كما أن هرمون الاستروجين يمكن أن يسبب القلق، خصوصاً خلال الدورة الشهرية أو انقطاع الطمث.
3- الأمراض المعدية:
قد تؤدي بعض الأمراض المعدية إلى الإصابة بتشنجات مصحوبة أحياناً باضطرابات القلق.
من بين هذه الأمراض: مرض لايم الناتج عن لدغات القراد، ومتلازمة غيلان باريه، وهي اضطراب عصبي نادر يثير الشعور بالقلق ويؤدي إلى ضعف تدريجي وصعوبة في التنفس.
4- التغذية:
نقص الفيتامينات والمعادن في الجسم يعد من الأسباب الرئيسية لاضطراب القلق.
كما أن الإفراط في تناول الفيتامينات أو سوء امتصاصها، بالإضافة إلى اضطرابات الأكل واضطراب امتصاص الأمعاء، يمكن أن يزيد من احتمالية الإصابة بنوبات القلق.
5- الجهاز العصبي المركزي:
إصابات الرأس، سواء الخفيفة أو الشديدة، والحالات العصبية المزمنة مثل مرض الزهايمر والوهن العضلي الشديد، تجعل الشخص أكثر عرضة لاضطرابات القلق.
6الأدوية:
قد تتسبب العديد من الأدوية التي يصفها الأطباء في حدوث اضطرابات القلق، كما أن تناول الكافيين، مشروبات الطاقة، والمنشطات يمكن أن يزيد من فرص الإصابة بالقلق، كذلك، تزيد أعراض الانسحاب من نوبات القلق.
أعراض اضطرابات القلق الناتجة عن الأمراض العضوية
عند زيارة المعالج النفسي، قد يطلب منك إجراء بعض الفحوصات للتحقق من عدم وجود مرض عضوي، خاصة إذا لم تكن قد تعرضت لأي صدمات أو محفزات للقلق.
فيما يلي بعض العلامات التي قد تشير إلى أن اضطراب القلق ناتج عن أمراض عضوية:
1- تراجع اليقظة: أصبحت أقل انتباهاً وتركيزاً.
2- أعراض متقلبة: تعاني من أعراض غير مستقرة وغير متوقعة.
3- عدم وجود تاريخ سابق للقلق: لم تختبر القلق من قبل.
4- ظهور مفاجئ للقلق: تعرضت لنوبات قلق فجائية دون أي مقدمات.
5- عدم وجود تغييرات كبرى في الحياة: لم تشهد تغييرات كبيرة في حياتك مؤخراً.
6- عدم وجود تاريخ عائلي للقلق: لا يعاني أحد أفراد أسرتك من القلق أو أي اضطراب نفسي آخر.
7- فقدان الذاكرة أو صعوبة في التذكر: تعاني من مشاكل في الذاكرة والتركيز.
8- تناول مفرط للأدوية: قمت بتناول الأدوية بشكل مفرط.
9- أعراض جسدية: تعاني من أعراض جسدية غير مبررة.
10- تغيير في الأدوية: قمت بتغيير أدويتك بشكل غير منتظم.
وفقاً لموقع (Psychiatric Times)، يمكن أن ترتبط اضطرابات القلق ببعض أمراض القلب والأوعية الدموية، مما قد يؤدي إلى تفاقم الأعراض في حالة وجود نوبات هلع.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن ترتبط هذه الاضطرابات بأمراض الجهاز الهضمي، والجهاز التنفسي، والجهاز العصبي.
بما أن القلق قد يكون مرتبطاً بالعديد من الأمراض العضوية التي يمكن أن تصيب الأفراد في مراحل مختلفة من العمر.
من الضروري مراجعة طبيبك الخاص للتأكد من عدم وجود أي مرض عضوي إذا كانت نوبات القلق تعيق حياتك اليومية.
طالع أيضًا
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.