صحة وعائلة
shutterstock - BlurryMe

الاضطرابات العصابية: دليلك الشامل لفهم الأعراض والعلاج

في عالم يتسم بتسارع الحياة وضغوطاتها المتزايدة، أصبحت الاضطرابات العصابية مشكلة شائعة تؤثر على الكثيرين.


تترجم هذه الاضطرابات في شكل قلق مفرط، توتر مستمر، وأعراض قد تعيق الحياة اليومية.


لكن، هل تعلم أن هناك خطوات عملية وبسيطة يمكنك اتخاذها لتحسين حالتك النفسية واستعادة توازنك الداخلي؟


من خلال الجمع بين النشاط البدني، التواصل الفعّال، والتغذية الصحية، يمكنك أن تبدأ رحلتك نحو الشفاء.


ما هي الاضطرابات العصابية


تُعزى الأسباب النفسية بوضوح إلى الإصابة بالاضطرابات العصبية، حيث كانت تُعرف هذه الاضطرابات في البداية باسم "العُصابات النفسية" (Psychoneurosis). استخدم هذا المصطلح حتى نهاية الثمانينيات من القرن العشرين، ثم أصبح غير شائع ولم يعد يُستخدم بشكل عام لوصف الاضطرابات النفسية.


ومع ذلك، لا يزال يُستخدم في الأوساط النفسية والتحليل النفسي للتمييز بين الاضطرابات العصبية والاضطرابات الذهانية والشذوذ.


لاحقًا، ظهر تصنيف جديد للاضطرابات النفسية يركز على العلامات العصبية المرتبطة بأنواع مختلفة من الاضطرابات النفسية، خاصة اضطرابات القلق، اضطرابات التحويل الجسدي، وبعض اضطرابات المزاج.


تشمل أنواع الاضطرابات العصبية ما يلي:


1- العصاب الهستيري (Hysterical neurosis)


2- العصاب القهري (Compulsion neurosis)


3- عصاب القلق (Anxiety neurosis)


4- العصاب الرهابي (Phobic neurosis)


تتمثل المعاناة النفسية الداخلية والضغوطات الخارجية في مصدر للقلق الذي يهدد الاستقرار النفسي للفرد.


كرد فعل على هذه الظروف، يشعر الشخص بالحاجة إلى الحماية ويعمد إلى تفعيل آليات التأقلم عندما يتعرض لتهديد من مصدر خارجي، حيث تشمل هذه الآليات القدرة على الهروب أو المقاومة.


تُعَدّ التجارب المؤلمة في الطفولة التي لم يتم معالجتها بشكل صحيح سببًا في تفعيل آليات الدفاع الشخصية بطرق غير فعّالة.


نتيجة لذلك، تفشل هذه الآليات في تقليل مستوى القلق، مما يؤدي إلى ظهور أعراض أو علامات عصبية.


أعراض الاضطرابات العصبية


تشمل أعراض الاضطرابات العصبية الأنواع التالية:


عُصاب القلق (Anxiety neurosis)


يُعَدُّ القلق والشعور بالضائقة من أبرز أعراض هذا النوع، حيث يعاني المصاب من درجة عالية من الخوف التي تؤدي إلى شعوره بعدم الراحة، والإجهاد المفرط، والقلق المستمر.


قد تصاحب نوبات القلق علامات جسدية مثل الدوار، وجفاف الحلق، والإحساس بالاختناق، وتسارع نبضات القلب.


عُصاب الاكتئاب (Depressive neurosis)


يتميز هذا النوع بشعور دائم بالاكتئاب والعصبية، حيث يشعر المريض بالحزن العميق والتشاؤم بشكل مستمر.


عُصاب الوسواس القهري (Compulsive neurosis)


يُعرَف بتكرار الأفكار الوسواسية التي تسبب القلق، والسلوكيات القهرية التي يطورها المريض بهدف تهدئة قلقه.


العُصاب الهستيري (Hysteric neurosis)


يتسم بظهور أعراض جسدية بدون تفسير طبي واضح، والتي تظهر عادةً في حالات الإجهاد البدني والنفسي الشديدين.


عُصاب رضحي (Traumatic neurosis)


وُصِفَ في الماضي كعُصاب يرتبط بالإصابة بمرض، ويتميز بالإجهاد النفسي الشديد وانخفاض النشاط نتيجة التعرض لحدث رضحي يهدد الحياة.


أسباب وعوامل خطر الاضطرابات العصابية


تتضمن الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى الاضطرابات العصبية ثلاثة عوامل أساسية:


العامل البيولوجي


قد يكون هناك ميول وراثية تلعب دورًا في ظهور الاضطرابات العصبية، حيث تتسبب ردود الفعل غير المنتظمة في مناطق معينة من الدماغ في ظهور الأعراض المرتبطة بالقلق.


تكون هذه الاستجابات البيولوجية مسؤولة عن العلامات المميزة التي تظهر عند التعرض لظروف مقلقة.


العامل النفسي


تشير الفرضية الأساسية هنا إلى أن الاضطراب العصبي يظهر كرد فعل لفشل النظام النفسي الداخلي في التكيف مع القلق الناتج عن المعاناة النفسية الشديدة.


كما يمكن أن ينجم عن عدم قدرة النظام النفسي على التكيف مع الظروف الرضحية الخارجية المحيطة.


العوامل المحيطة


قد تظهر الاضطرابات العصبية نتيجة لتفاعل بين التجارب الرضحية في الطفولة وأسلوب الحياة الحديث الذي يتسم بالإجهاد النفسي وضعف الثقة في المقومات الشخصية والاجتماعية والاقتصادية.


مضاعفات الاضطرابات العصبية


إذا لم يتم معالجة الاضطرابات العصبية، فإن الحالة قد تتدهور ويزداد الوضع سوءًا. من أبرز المضاعفات التي قد تنجم عن ذلك:


1- اضطراب القلق


2- الاكتئاب


3- اضطراب الوسواس القهري


4- الرهاب الاجتماعي


5- اضطراب ما بعد الصدمة


6- اضطراب الهلع


7- اضطراب الشخصية المعادي للمجتمع


علاج الاضطرابات العصابية


يتطلب علاج الاضطرابات العصابية نهجًا متكاملًا يجمع بين عدة أساليب علاجية. تشمل هذه الأساليب:


ممارسة الرياضة اليومية


يُوصى بممارسة النشاط البدني يوميًا لمدة 30 دقيقة، وإذا لم يكن ذلك ممكنًا، فإن حتى المشي لمدة 15 دقيقة يمكن أن يحسن الحالة المزاجية.


التحدث إلى شخص موثوق


من المفيد التحدث مع العائلة والأصدقاء حول مصادر قلقك وكيف يمكنهم تقديم الدعم والمساعدة.


الحصول على قسط كافٍ من النوم


يعتبر النوم الجيد أساسيًا؛ حيث يمكن أن يؤدي نقص النوم إلى تفاقم القلق والتوتر، لذا يُفضل الحصول على 8 ساعات من النوم يوميًا.


تقليل استهلاك الكحول والكافيين


يمكن أن يزيد الكحول والكافيين من مشاعر القلق والتوتر، لذا يُنصح بالابتعاد عنهما والاعتماد على شرب الماء.


تناول وجبات غذائية متوازنة


تُعزز الوجبات الصحية والوجبات الخفيفة المتوازنة الطاقة وتدعم الصحة العامة.


إعادة صياغة الأفكار


على الرغم من أنه قد يكون صعبًا، حاول استبدال الأفكار السلبية بأخرى إيجابية لتحسين حالتك النفسية.


طالع أيضًا

"من الأعراض حتى العلاج".. كل ما تريد معرفته عن مرض التصلب اللويحي

يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

0

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.