تشير الأدلة المتزايدة إلى أن الوقاية من السرطان لا تقتصر فقط على الإقلاع عن التدخين أو اتباع نظام غذائي صحي.
بل قد تمتد لتشمل الحماية من بعض الفيروسات والبكتيريا التي تساهم في تطور هذا المرض.
وعلى الرغم من أن العديد من الناس يربطون السرطان بالعوامل الوراثية أو البيئية، فإن العدوى قد تكون عاملاً غير مرئي يلعب دورًا رئيسيًا في زيادة خطر الإصابة.
عامل خفي في زيادة مخاطر السرطان
بينما يُعرف أن الإقلاع عن التدخين واتباع نظام غذائي صحي يساهمان في تقليل خطر الإصابة بالسرطان، تشير أبحاث جديدة إلى أن العدوى بالفيروسات والبكتيريا قد تكون عاملاً مساهماً مهماً أيضًا في هذا الخطر.
وبحسب "الجمعية الأمريكية" لعلم الأحياء الدقيقة، يرتبط حوالي واحد من كل خمس وفيات بالسرطان عالميًا بالعدوى التي تضعف دفاعات الجسم، مما يمهد الطريق لنمو الخلايا السرطانية.
وتتضمن هذه العدوى بكتيريا مثل "الإيكولاي الإيجابية لإنزيم بوليكيتيد سينثيتاز"، التي قد تفسر الزيادة في حالات سرطان الأمعاء بين الشباب، وكذلك "جرثومة الملوية البوابية"، المعروفة بارتباطها بسرطان المعدة.
كما تلعب الفيروسات دورًا رئيسيًا في تحفيز السرطان، على سبيل المثال، يُعد فيروس الورم الحليمي البشري السبب الرئيسي لجميع حالات سرطان عنق الرحم تقريبًا، فيما ارتبط فيروس إبشتاين بار ببعض أشكال الأورام اللمفاوية.
وتزايدت معدلات الإصابة بسرطان الأمعاء بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و49 عامًا، ما دفع الباحثين للتحقيق في دور سلالة الإشريكية القولونية الإيجابية لإنزيم بوليكيتيد سينثيتاز في إلحاق الضرر بخلايا الأمعاء والتسبب في السرطان.
حيث وجدت دراسة أجرتها كلية الطب بجامعة هارفارد أن المصابين بهذه السلالة البكتيرية لديهم خطر أعلى للإصابة بسرطان الأمعاء.
والخبر الجيد هو أن العديد من هذه العدوى يمكن الوقاية منها أو علاجها؛ فقد أثبتت لقاحات فيروس الورم الحليمي البشري فعاليتها في تقليل حالات سرطان عنق الرحم بنسبة تصل إلى 90% في المملكة المتحدة، فيما يمكن للمضادات الحيوية معالجة عدوى الملوية البوابية.
وأشار الدكتور تشارلز سوونتون، كبير الأطباء السريريين في مركز أبحاث السرطان في المملكة المتحدة، إلى أهمية معالجة هذه العوامل في الوقاية من السرطان، مضيفًا أن العدوى ليست سوى جزء من اللغز، لكنها قد تكون مفتاحًا لتطوير استراتيجيات علاجية جديدة.
ومع استمرار الدراسات في استكشاف العلاقة بين العدوى والسرطان، يظهر الأمل في طرق مبتكرة للوقاية والعلاج، بما في ذلك العلاجات القائمة على الفيروسات المعدلة لمهاجمة الخلايا السرطانية مباشرة.
طالع أيضًا