تتجه ألمانيا الى إجراء انتخابات تشريعية مبكرة في 23 شباط/فبراير من العام المقبل، وذلك بعد خلافات أدت إلى انهيار الائتلاف الحكومي برئاسة المستشار أولاف شولتز.
ولمزيد من التفاصيل حول هذا الموضوع، كانت لنا مداخلة هاتفية في برنامج "يوم جديد" عبر إذاعة الشمس، مع ناصر جبارة، الصحفي المختص في الشؤون الأوروبية، والذي أكد أنه منذ تشكيل هذه الحكومة قبل ثلاثة أعوام كانت التوقعات تشير إلى أن هذا الائتلاف سوف ينهار في يوم من الأيام.
وأضاف أن الانهيار كان مسألة وقت ولم يكن مفاجئًا، معللًا بأن تشكيل الائتلاف ضم ثلاثة أحزاب غير متجانسة، قد يلتقي اثنان منهما في بعض القضايا، ولا يلتقي الثالث.
وتابع: "هناك أساسان قامت عليهما ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية، أسواق مفتوحة، وحماية عسكرية أمريكية مجانية، وتلك الأساسات انتهت، وبالتالي هناك أسباب اقتصادية وأسباب أمنية عسكرية مشتركة، وباتت مشكلة ألمانيا مشكلة مركبة، واحدة اقتصادية وأخرى سياسية".
وأشار إلى تأثير أزمة كورونا على جميع الاقتصادات الأوروبية، وقال إن معظم الدولة الأوروبية عادت للنمو وتعافت بعد كورونا ماعدا الاقتصاد الألماني.
وشدد على أن أزمة كورونا ليست السبب الوحيد لانهيار الاقتصاد الألماني، الذي يعاني من عدة مشكلات بسبب نقص العمالة الماهرة، وارتفاع أسعار الطاقة بما يعني ارتفاع تكاليف الإنتاج، وبالتالي لم تعد المنتجات الألمانية قادرة على منافسة الأسواق العالمية.
وتابع: "يُقال إن الحكومة سقطت بسبب الدعم المالي الألماني لأوكرانيا وإسرائيل، لأن ألمانيا في المرتبة الثانية بعد أمريكا من حيث تقديم الدعم المالي والعسكري للبلدين".
أكد أن الحرب الأوكرانية كانت سببًا في ارتفاع أسعار الطاقة، لأن الألمان كانوا يحصلون على طاقتهم بنسبة 25% أقل من الأسعار العالمية، وبعد اندلاع الحرب، وارتفاع الأسعار، لم تعد منتجاتهم قادرة على المنافسة عالميًا.