دخلت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة يومها ال 444 وسط تصعيد إسرائيلي مكثف، شمل هجمات برية وجوية وبحرية، استهدفت منازل المدنيين والنازحين، ما أدى إلى سقوط عشرات الضحايا والجرحى خلال الساعات الماضية.
وأعلنت مصادر طبية في غزة، اليوم الإثنين، عن ارتقاء وإصابة أكثر من 50 فلسطينيًا، في مجازر ارتكبها الجيش الإسرائيلي خلال اقتحام بري للمخيم الجديد في النصيرات، وسط قطاع غزة.
وأفاد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بأن الجيش الإسرائيلي اقتحم المخيم الجديد "بأكثر من 17 آلية عسكرية وعشرات الجنود والطائرات وارتكب جرائم مُروعة فيه، راح ضحيتها أكثر من 50 ضحية وجريحًا، كلهم مدنيون، وأكثر من نصفهم أطفال ونساء".
وشن الجيش الإسرائيلي سلسلة غارات على مناطق متعددة في القطاع، أسفرت عن ارتقاء ما لا يقل عن 17 فلسطينيًا في مواصي خانيونس ورفح جنوب غزة خلال الليلة الماضية وفجر اليوم الإثنين.
كما استهدفت الطائرات الحربية الإسرائيلية المخيم الجديد في النصيرات وسط القطاع، بالتزامن مع غارات جوية نفذتها الطائرات الحربية والمسيرات، استهدفت شققًا سكنية في حي التفاح ومواصي خانيونس.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
أوامر إخلاء في منطقة الشجاعية
أفادت مصادر محلية، بأن الجيش الإسرائيلي أصدر الأوامر بالإخلاء في منطقة الشجاعية وعدد من المناطق المحيطة بها شرق غزة.
وكانت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" قد قالت في تقرير لها، في وقت سابق، إن أوامر الإخلاء القسري، التي يُصدرها الجيش الإسرائيلي أصبحت حدثا يوميا لمواطني قطاع غزة، الذين يضطرون إلى المغادرة من أجل النجاة بأرواحهم.
ووضحت"الأونروا" أن 83% من قطاع غزة تم وضعه تحت أوامر الإخلاء أو صنفه الجيش الإسرائيلي "مناطق محظورة".
وفي سياق متصل، شهد مخيم جباليا شمال غزة استمرار سياسة نسف المنازل وحرقها من قبل القوات الإسرائيلية.
وأفادت مصادر محلية أن 3 غارات إسرائيلية استهدفت مناطق مختلفة، من بينها محيط مسجد حسن البنا في المخيم الجديد شمال النصيرات، وموقع شمال مدينة رفح جنوب القطاع.
وقال فوض عام وكالة "الأونروا"، فيليب لازاريني، إن "14,500 طفل في غزة قتلوا منذ بدء الحرب وهؤلاء ليسوا أرقاما بل حياة انتهت قبل أوانها".
وأضاف لازاريني "طفل يقتل كل ساعة في غزة ولا يمكن تبرير قتل الأطفال".
وقالت وزارة الصحة إن حصيلة الضحايا منذ بداية الحرب ارتفعت إلى أكثر من 45 الف ضحية وأكثر من 107 الف مصابًا.
مفاوضات الهدنة: تقدم ملحوظ ولكن فجوات قائمة
على صعيد المفاوضات، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن الوفد الإسرائيلي في الدوحة، بقيادة مسؤول رفيع من الموساد، أحرز تقدماً في عدد من البنود المتعلقة بصفقة الهدنة وتبادل الأسرى.
ومع ذلك، لا تزال هناك فجوات بين الطرفين لم تُحسم بعد، وفقاً لموقع "واينت" الإسرائيلي.
أزمة إنسانية متفاقمة
في ظل الحصار الخانق على القطاع، أعلنت منظمة أوكسفام أن الجيش الإسرائيلي عرقل دخول المساعدات إلى شمال غزة بشكل كبير، ما أدى إلى إيصال 12 شاحنة فقط محملة بالغذاء والماء خلال الشهرين ونصف الشهر الماضيين.
وحذرت أوكسفام من أن 3 مدارس، استُخدمت كملاجئ ووزعت فيها المساعدات، تعرضت للإخلاء والقصف بعد ساعات من توزيع الإمدادات، مما يفاقم معاناة السكان المحاصرين.
الوضع الميداني والإنساني
يواصل الجيش الإسرائيلي هجماته المكثفة على مستشفى كمال عدوان في مشروع بيت لاهيا، مما أدى لانقطاع الكهرباء عنه، بينما وجه المحاصرون داخله نداء استغاثة مؤكدين أنهم مهددون بالموت جوعا أو بنيران الجيش الإسرائيلي.
وقال مدير مستشفى كمال عدوان حسام أبو صفية: "لدينا 91 مريضا في المستشفى، بما في ذلك الكبار في السن والأطفال والنساء وما زلنا نقدم الحد الأدنى من الخدمات".
وصرح ابو صفية "من الواضح أننا نواجه تهديدا مستمرا يوميًا فالقصف مستمر من جميع الاتجاهات، مما يؤثر على المبنى والأقسام والموظفين".
وتابع "هذه حالة خطيرة للغاية ومرعبة ويجب على العالم أن يفهم أن مستشفانا يتعرض للاستهداف بنية القتل والتهجير القسري".
وفي هذا السياق، طالب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، منظمة الصحة العالمية بسرعة إرسال وفد ميداني عاجل للوقوف على حجم الجريمة، ولحماية المستشفى والطواقم الطبية، وتوفير ممرات آمنة بالسرعة الممكنة.
ودعا المجتمع الدولي بالتدخل العاجل.
ومع استمرار القصف الإسرائيلي على القطاع، تتصاعد أزمة النازحين والمدنيين، حيث يواجه السكان أوضاعًا كارثية في ظل شح المساعدات الإنسانية، وتواصل الهجمات التي تستهدف المدنيين والمنشآت الحيوية، مما يزيد من تعقيد جهود الوصول إلى اتفاق هدنة.
وطالع ايضًا:
فيليب لازاريني: جميع قواعد الحرب تُنتهك بغزة منذ أكتوبر 2023