بعد السابع من أكتوبر: كيف تحولت الضفة إلى ''غيتوهات''

تابع راديو الشمس

بعد السابع من أكتوبر: كيف تحولت الضفة إلى "غيتوهات"

بعد السابع من أكتوبر: كيف تحولت الضفة إلى

صورة توضيحية - Shutterstock.com

منذ السابع من أكتوبر 2023، شهدت الضفة الغربية تصاعدًا ملحوظًا في الإجراءات الإسرائيلية التي أثرت بشكل كبير على حياة السكان الفلسطينيين. تمثلت هذه الإجراءات في زيادة عدد الحواجز العسكرية، تصاعد اعتداءات المستوطنين، تكثيف الاقتحامات العسكرية، وتفاقم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية.

 

 

زيادة الحواجز العسكرية وتحويل الضفة إلى معازل

بعد السابع من أكتوبر 2023، فرضت السلطات الإسرائيلية حصارًا خانقًا على الضفة الغربية، حيث زاد عدد الحواجز العسكرية إلى أكثر من 890 حاجزًا دائمًا بالإضافة إلى المئات من السواتر الترابية والمكعبات الإسمنتية والبوابات الحديدية التي أغلقت مداخل المدن والقرى الفلسطينية، ما حول كل تجمع إلى معزل. هذه الحواجز أعاقت حركة الفلسطينيين بشكل كبير، حيث تضاعفت مدة التنقل بين المدن والقرى، مما أثر سلبًا على الحياة اليومية والاقتصادية للسكان.

 

تصاعد اعتداءات المستوطنين وتوسع المستوطنات

في الفترة ما بين أكتوبر 2023 وسبتمبر 2024، سجلت الضفة الغربية حوالي 2332 اعتداءً من قبل المستوطنين على الفلسطينيين وممتلكاتهم. تضمنت هذه الاعتداءات مهاجمة المنازل، اقتلاع الأشجار، تخريب الممتلكات، ومنع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم. كما قام المستوطنون بإنشاء بؤر استيطانية جديدة، مما أدى إلى تهجير العديد من العائلات الفلسطينية، خاصة في مناطق الأغوار ومسافر يطا، حيث نزح حوالي 1266 فلسطينيًا بسبب هجمات المستوطنين المحمية من قوات الجيش.

 

تكثيف الاقتحامات العسكرية وتدمير البنية التحتية

شهدت الضفة الغربية تصاعدًا في عمليات الاقتحام العسكرية الإسرائيلية، حيث بلغ عددها حوالي 13,212 عملية اقتحام بين أكتوبر 2023 وسبتمبر 2024، بمعدل 1100 عملية شهريًا. استهدفت هذه الاقتحامات المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية، وأسفرت عن تدمير البنية التحتية، واعتقال المئات من الفلسطينيين، وإلحاق أضرار كبيرة بالممتلكات العامة والخاصة.


صورة توضيحية اسواق فلسطين - ٍShutterstock.com


الأثر الاقتصادي والتحديات الاجتماعية

أدت هذه الإجراءات إلى تفاقم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية في الضفة الغربية. تضررت القطاعات الاقتصادية بشكل كبير، حيث هدم الاحتلال حوالي 27 منشأة اقتصادية، بما في ذلك منشآت زراعية وتجارية، مما أدى إلى تراجع الحركة التجارية بنسبة 22% نهاية عام 2023. كما تأثر القطاع الصحي بشدة، حيث أدت الاقتحامات إلى تضرر البنية التحتية الصحية، وإعاقة وصول الإمدادات الطبية، وارتفاع النفقات التشغيلية للمؤسسات الطبية، مما جعلها عاجزة عن تقديم الرعاية الكافية للمواطنين.

في الختام، يمكن القول إن الإجراءات الإسرائيلية المتصاعدة منذ السابع من أكتوبر 2023، بما في ذلك زيادة الحواجز العسكرية، اعتداءات المستوطنين، الاقتحامات المتكررة، وتدمير البنية التحتية، قد أدت إلى تفاقم معاناة السكان الفلسطينيين في الضفة الغربية. هذه السياسات لم تقتصر على تقييد حركة الفلسطينيين فحسب، بل أثرت أيضًا على مختلف جوانب حياتهم الاقتصادية والاجتماعية، مما يستدعي تدخلًا دوليًا عاجلًا لوقف هذه الانتهاكات وضمان حقوق الشعب الفلسطيني.


تصاعد عمليات الاعتقال والتنكيل بالفلسطينيين

بالإضافة إلى القيود المشددة على الحركة والاعتداءات المتكررة، شهدت الضفة الغربية ارتفاعًا غير مسبوق في عمليات الاعتقال منذ السابع من أكتوبر 2023. حيث اعتقلت القوات الإسرائيلية أكثر من 8,000 فلسطيني خلال العام الماضي، من بينهم أطفال ونساء وكبار سن، وسط حملات دهم ليلية مكثفة للمنازل. لم تقتصر هذه الاعتقالات على الناشطين السياسيين، بل طالت حتى المدنيين الذين لم يشاركوا في أي أنشطة مقاومة، في محاولة لفرض مزيد من الضغط والقمع على السكان.

 

تزايد العنف في المخيمات الفلسطينية

المخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية كانت من أكثر المناطق تضررًا خلال هذه الفترة، حيث شنت قوات الاحتلال حملات عسكرية عنيفة استهدفت مخيمات مثل جنين، بلاطة، عسكر، وشعفاط. أدت هذه العمليات إلى تدمير واسع في البنية التحتية، حيث تم قصف المنازل وهدم الطرق وقطع شبكات المياه والكهرباء، ما جعل الحياة داخل هذه المخيمات أشبه بمنطقة حرب دائمة.


التأثير النفسي والاجتماعي على الفلسطينيين

مع استمرار الحصار والضغوط، ارتفعت معدلات التوتر النفسي بين الفلسطينيين، خاصة بين الأطفال الذين يعانون من صدمات متكررة بسبب الاقتحامات الليلية وأصوات الانفجارات وإطلاق النار. تشير تقارير حقوقية إلى أن هناك ارتفاعًا في حالات اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) بين الأطفال الفلسطينيين، حيث أصبح الخوف والقلق جزءًا يوميًا من حياتهم. كما زادت معدلات البطالة والفقر بسبب القيود على التنقل والاعتداءات على المنشآت الاقتصادية، مما زاد من معاناة العائلات الفلسطينية في تأمين احتياجاتها الأساسية.


منذ 7 أكتوبر، دخلت الضفة الغربية في مرحلة جديدة من التضييق الإسرائيلي غير المسبوق، مما جعل الحياة اليومية أكثر صعوبة. بين الحواجز والاعتقالات والاعتداءات العسكرية، يعيش الفلسطينيون تحت ضغط هائل يؤثر على جميع جوانب حياتهم. هذه المعاناة المستمرة تتطلب تدخلًا دوليًا حقيقيًا، وليس مجرد بيانات تنديد، لوقف هذه السياسات التي تهدف إلى فرض واقع خانق على الفلسطينيين في الضفة الغربية.

 


يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

phone Icon

احصل على تطبيق اذاعة الشمس وكن على
إطلاع دائم بالأخبار أولاً بأول